وكالة ستيب الاخبارية
خبير اقتصادي يكشف لـ “ستيب” أسباب تحسّن سعر الليرة السورية وهل هو حقيقي وإلى متى سيدوم
شهد سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية تحسناً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار نحو 1800 ليرة وما دون ببعض المناطق.
وعلى الرغم من تحسّن سعر الليرة السورية إلا أنّ الناس لم يشهدوا اختلافاً واضحاً بأسعار المواد، حيث لا تزال تلامس أسعاراً قياسية أكبر من قدرة المواطن الشرائية في جميع الأسواق المحلية.
وحول توضيح أسباب ارتفاع الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، التقت وكالة ستيب الإخبارية بالمحلل والخبير الاقتصادي يونس الكريم، الذي فنّد أسباب ارتفاع قيمة الليرة الغير طبيعي.
– أمراء حرب وراء وصفقات وراء ذلك
ويقول الكريم: “بعد ما لامس سعر الصرف أرقاماً تاريخية، شهد سعر الصرف تراجعاً لعدة عوامل منها، تدخل تجار الحرب التابعين للنظام السوري وخصوصاً ممن تم توصيلهم لمجلس الشعب مؤخراً، وكأن هناك صفقة بين الطرفين”.
وأضاف: “أيضاً من الأسباب هو تجاهل بعض القوى المالية المسيطرة على المناطق المحررة من التعامل بالدولار واستمرار التعامل بالليرة، الأمر الذي ساهم باستقرارها واتجاهها نحو الصعود بسعر الصرف، حيث يعتبر ذلك بما يسمى بحبس السيولة، وهو ذات الأمر الذي فعله البنك المركزي للنظام السوري”.
وجاء ذلك بالوقت الذي استمر النظام السوري بضرب أعمال رامي مخلوف، وبالوقت الذي يخف فيه الطلب على السلع، إضافة إلى إجراءات الحجر بسبب كورونا، حيث أنّ كل تلك الأسباب ساهمت بتحسن سعر صرف الليرة السورية، بحسب رؤية “الكريم”.
– فشل السياسة المالية بمناطق المعارضة
ولفت بذات القوت إلى أنّ سياسة التجار وأمراء الحرب في مناطق المعارضة كان لها دور كبير في المساهمة برفع قيمة الليرة السورية، وذلك بعد تدخلهم بضخ الدولار وسحب الليرة وخصوصاً بمنطقة الباب، في ظل غياب شبه كامل لدور مؤسسات “الحكومة المؤقتة” وسلطات الأمر الواقع، إضافة لاستمرار جماعات محسوبة على هيئة تحرير الشام بحبس سيولة هائلة من الليرة السورية وعدم التدخل بامتصاص ضخ النظام واتباعه من العملات الأجنبية.
وأكد أنّ من بين العوامل التي أدت إلى انهيار سعر الصرف وارتفاع قيمة الليرة، هو وجود العديد ممن يحاولون ترجمة سوق الصرف وتحليل الواقع المالي ويؤثرون بذلك على الصرّافين والمتعاملين بالعملات بشكل سلبي، يستفيد منه النظام السوري.
وقد جاء ذلك بالوقت الذي فشل مشروع التعامل بالليرة التركية نتيجة قلّتها، مما جعل الناس بمناطق المعارضة يضطرون لبيع الدولار وشراء الليرة من أجل تعاملاتهم اليومية.
– سعر وهمي لن يدوم
ويرى “يونس الكريم” أنّ سعر الصرف الحالي هو “سعر وهمي” لأنه لم يقابله نزول بأسعار المواد، مشيراً إلى أنّ ذلك يحتاج لثبات بسعر الصرف لمدة بنحو 3 أسابيع متتالية وهي مدة دورة المنتجات، إضافة لمحاولة تجاوز “قانون قيصر” بالاستيراد والتصدير ووجود عملية انتاج داخلية للمواد المطلوبة من السوق المحلية وعدة عوامل أخرى، وبالتالي فإنّ الارتفاع وهمي.
وبيّن أنّ هناك غالباً حملة ارتداد لسعر الصرف قريباً نتيجة الطلب على السلع ووضع الحوالات، وبعض العوامل الأخرى التي يطلبها السوق المحلية.
يشار إلى أنّ ارتفاع قيمة الليرة السورية جاء بتوقيت حساس، حيث انتهت منذ أيام انتخابات مجلس الشعب التابع للنظام السوري وبرزت خلالها أسماء مرشحين من أصحاب رؤوس الأموال كما أوضح “الكريم”، إضافة إلى مرور شهر ونيّف على عقوبات “قيصر” بالوقت الذي وعد فيه حلفاء النظام باستمرار دعمه في ظل هذه العقوبات، الأمر الذي استغله النظام السوري بإظهار أن تأثير العقوبات الأمريكية “فاشلة” وأنّ لديه قوّة مالية استطاعت خفض سعر الصرف نحو 50% خلال شهر، بعد أن لامس سعر صرف الدولار الواحد أكثر من 3000 ليرة سورية.