تعتبر المضائق البحرية مفاتيح البحار التي منها تُمكن الولوج من بحر الى أخر، فعبر هذه المضايق تتم الملاحة البحرية العالمية و طرق تجارتها و قوتها العسكرية بالحروب الباردة او الحقيقة .
لذا بات من يملك السيطرة على هذه المفاتيح يملك القوة والحلفاء ، لذا أثارت المضايق والممرات المائية الكثير من الأزمات والنزاعات على مدار التاريخ، وتم استخدامها كسلاح في مواجهة الخصوم بالسيطرة عليها وتهديد مصالحهم بالتوقف .
يوجد في العالم نحو 129 مضيقا مائيا، لكنها لا تستخدم جميعا لعدم صلاحيتها للملاحة، أو لأن الناقلات البحرية العملاقة لا يمكنها العبور عبر المضيق لوجود معوقات طبيعية، لكن يمكن القول إن هناك نحو 43 مضيقا في العالم تمثل أهم المضائق، من بينها نحو عشرة مضائق شديدة الأهمية وتمثل عصب التجارة الدولية، حيث يمكن وصف خمسة منها بأنها مضائق استراتيجية لاقتصاد العالم وللتنقل .
تمتاز المضايق بوضع جغرافي خاص الذي يمكنها من التحكم في الملاحة البحرية ويمنحها وضعا استراتيجياً وقانونياً خاصاً؛ وذلك نتيجة لتقارب سواحلها واختفاء المياه الدولية فيها، حيث تنطبق القواعد الخاصة بالمياه الإقليمية والدولية على المضايق إذا كان عرض المضيق أكثر من ستة أميال (حوالي 10 كيلومترات) تصبح نصف هذه المسافة والموزعة على جانبيه مياهاً إقليمية، والشـقة المائية في وسطه تصبح مياهاً دولية، أمّا لو كان عرض المضيق ثلاثة أميال، (حوالي خمسة كيلومترات)، فإنه يصبح مياهاً إقليمية صرفه، ويصبح للدول المحيطة به حق السيطرة عليه ويحدد نصيب كل منها من المضيق بخط يمر في وسطه.
وهذا الوضع الجغرافي الذي يمكن الدول المشرفة على المضايق من التحكم والسيطرة عليها جعل القوى البحرية العالمية تتسابق لفرض نفوذها وسيطرتها على هذه المضايق ذات الاهمية والبعد الجيوبوليتيكي الخاص
تعريف المضايق الدولية حسب الفقه الدولي :
اتجه الفقه الدولي في تعريفه للمضيق الدولي اتجاهين رئيسيين هما : التعريف الجغرافي والتعريف الوظيفي، لكن لكي يتسنى تقديم تعريف دقيق جامع مانع ينطبق على جميع المضايق الدولية من وجهة نظر القانون الدولي لابد من الاعتماد على جملة معايير في آن واحد تؤدي بمجموعها إلى تطبيق نظام قانوني معين، وهذه المعايير هي : المعيار الجغرافي، المعيار االوظيفي ثم المعيار القانوني.
أولا : المدلول الجغرافي :
يرتبط التعريف الفقهي للمضايق الدولية بالتعريف الجغرافي أحيانا، فالمضيق من الناحية الجغرافية عبارة عن مياه تفصل إقليمين وتصل بحرين، لذلك فانه يشترط للاتصاف بوصف المضيق من الناحية الجغرافية عدة شروط أهمها :
الأول : أن تكون مياه المضيق جزءا من البحر وفقا لمفهوم القانون الدولي.
الثاني : أن يتم تكوينه بطريقة طبـيعية، ومن ثم تخرج عن مـفهوم المضايق القنوات التي يحفرها الإنسان، وقد تكون مياه تفصل بين إقليمين وتصل بحرين كحالة قناة السويس.
الثالث : أن تكون فتحة المضيق بين منطقتين من الأرض ويصل منطقتين من البحر، بحيث لو لم يوجد المضيق لانفصلت المنطقتان البحريتان واتصلت الأرض.
ثانياً المدلول القانوني :
يقضي المعيار القانوني في تعريف المضيق الدولي بأن يكون هذا الممر البحري محدود الاتساع أي أن لا يزيد اتساع هذا المضيق عن ضعف مساحة البحر الإقليمي للدولة أو الدول المطلة عليه، فالمضيق الذي يزيد اتساعه عن ذلك ويتوافر فيه شريط من البحر العالي على امتداده لا يعتبر من المضايق ولا ينطبق عليه نظامها، وإنما ينطبق عليه نظام البحر العالي، شريطة أن يكون ذلك الشريط صالحا للملاحة الاعتيادية الأمينة بكامله وبالخصائص الملاحية والهيدروغرافية نفسها.
من الممضائق الاستراتيجية العامة مضيق جبل طارق وباب المندب ومضيق البوسفور و الدردنيل .
مضيق هرمز
ويسمى مضيق باب السلام ، أحد أهم الممرات المائية في العالم، وأكثرها حركة للسفن، يقع في منطقة الخليج العربي، فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطرعدا السعودية والامارات و عمان و ايران
الموقع الجغرافي :
يربط الخليج العربي بخليج عمـان ، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى جـزيرة هـرمز الواقعة في الطرف الشمالي من المضيق وكلمة هـرمز كلمة فارسية تعني إله الخير والشـر عند المذهب الزرادشتي (توفيق، 1984،ص 35)، او باب السلام نسبة الى جزيرة السلامة و ربما الى انه فصل بين عالمين مختلفين .
يقع المضيق بين دائرتي عرض َ36 ْ25 و َ11 ْ27 شمالاً، وخطي طول َ53 ْ55 و َ18 ْ57 شرقاً تقريباً، و ينحصر بين خطين أحدهما يميزه عن الخليج العربي ويمتد من رأس الشيخ مسعود في شبه جزيرة محافظة مسندم العمانية جنوبت إلى الغرب من جزيرة هنجام الإيرانية مروراً بجزيرة قشم ( جزيرة غير ماهولة ) حتى الساحل الإيراني لمسافة 28 ميلاً بحرياً تقريباً ، والخط الآخر يميزه عن خليج عمان ويمتد من رأس دبا على ساحل الإمارات إلى دماجة على الساحل الإيراني لمسافة 52.5 ميلاً بحرياً أي عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 م فقط، ويبلغ عرض ممرّين الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5 كم). وتعبره 20 – 30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة.
يعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
أهمية مضيق هرمز :
يعتبر الممر البحري الوحيد بين الخليج العربي و بحار العالم، كما أنه بموقعه يشكل منطقة فصل بين منطقتين متباينتين لغوياً ومذهبياً؛ جزيرة العرب والإقليم الإيراني، ثم هو بحكم موقعه المداري فإن ظروفه المناخية تجعله صالحاً للملاحة طول العام، أما محدودية اتساعه التي تبلغ 21.75 ميلاً بحريا وفي ظل تحديد دولتي الإشراف عليه عمان و إيران لمياههما بـ 12 ميل بحري.
تتأكد أهمية مضيق هرمز إذا علمنا ما يلي :
- أن جميع الصادرات والواردات من وإلى موانيء الخليج تمر عبره.
- ثلث إجمالي النفط العالمي المحمول بالبحر، وأكثر من ربع تجارة العالم من الغاز الطبيعي المسال تمر منه ، اي يمثل المضيق ثقل التجارة البترول الدولية بما تمثله دوله من ضخامة الإنتاج والإحتياطي العالمي .
- الدور الذي لعبه في فترات تاريخية سابقة في الربط بين الشرق و الغرب ، ولذا فلا غرابة أن نجد أن تهديد الملاحة عبره إبان الحرب العراقية-الإيرانية أثار الاهتمام العالمي بشكل كبير وعادة الاهتمام مع اشتداد العداء الامريكي الايراني نتيجة الملف الايراني النووي الى تهديد الملاحة فيه وما رافقه من ارتفاع باسعار البترول و اسعار الشحن الدولي.
- موقعه المتوسط في العالم القديم بين آسيا في الشرق و أوروبا في الغرب، وبين المنطقة المدارية الغنية بمواردها في جنوب آسيا ومناطق الاستهلاك في أوربا .
وقد جاءت أهمية المضيق العالمية في العقود المتأخرة من تحكمه في نسبة كبيرة من تجارة البترول العالمية التي تمر عبره إلى أسواق البترول العالمية في جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وغيرها ، ففي عام 1971 كان يمر عبره 1.3 مليون طن من البترول ، اما اليوم يعبره ما بين عشرين وثلاثين ناقلة نفط يوميا وهو ما يشكل 40% من تجارة النفط العالمية، ويعتبر المنفذ الوحيد للدول العربية المطلة على الخليج العربي عدا السعودية والإمارات وسلطنة عُمان، وتصدر دول الخليج نحو 90% من نفطها عن طريقه..
مضيق هرمز والصراعات الدولية :
التهديدات الإيرانية إبان الحرب العراقية-الإيرانية و ضرب الاقتصاد العالمي:
نظرا لموقع المضيق الاستراتيجي، فإنه لم يستطع الإفلات عبر التاريخ من الأطماع وصراع الدول الكبرى للسيطرة عليه، فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دوراً دوليا وإقليميا هاما أسهم في التجارة الدولية، وقد خضع للاحتلال البرتغالي ثم سائر الدول الأوروبيةخصوصاً بريطانيا ثم العثماني.
وفي العصر الحديث، عاد اسم “مضيق هرمز” بقوة في الثمانينيات خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، وتحديدا فيما عُرف تاريخيا بـ”حرب الناقلات”، عندما تبادل البلدان أولاً مهاجمة الموانئ النفطية لكل منهما في الخليج وضربتا، بل وأغرقتا 250 ناقلة نفط عملاقة، وطال الصراع ناقلات الدول المجاورة، وفي يوليو (تموز) 1988، أسقطت البارجة الحربية الأميركية فينسينس، التي كانت تبحر في مضيق هرمز لحماية السفن المحايدة من هجمات البحرية الإيرانية، طائرة إيرانية مما أسفر عن مقتل 290 شخصا، هم جميع من كانوا على متنها. وقالت طهران إنه هجوم متعمّد، فيما قالت واشنطن إنه حادث اعتقد فيه الطاقم أن الطائرة التجارية طائرة مقاتلة.
في التسعينيات، أدت الخلافات بين إيران والإمارات بشأن السيطرة على عدة جزر صغيرة داخل مضيق هرمز إلى مزيد من التهديدات لإغلاق المضيق. ومع ذلك، بحلول عام 1992، احتلت إيران هذه الجزر، لكن التوترات ظلت قائمة في المنطقة خلال التسعينيات.
في ديسمبر (كانون الأول) عام 2007 وحتى عام 2008، وقعت سلسلة من الأحداث البحرية بين الولايات المتحدة وإيران في مضيق هرمز، في مطلع 2008، قالت الولايات المتحدة إن الزوارق الإيرانية هددت سفنها الحربية بعدما اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الأميركية في المضيق. وفي يونيو (حزيران) من العام نفسه، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، وقتها محمد علي جعفري، إن إيران ستغلق المضيق إذا تعرضت للهجوم، في محاولة لإلحاق الضرر بأسواق النفط العالمية، وردّت الولايات المتحدة بأن أي إغلاق للمضيق سيُعامل كعمل حربي. زاد هذا من التوترات وأظهر أهمية مضيق هرمز على نطاق عالمي.
لم يقتصر التوتر بشأن المضيق على التهديدات الإيرانية، ففي يوليو (تموز) 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية “إم ستار” لهجوم في المضيق. وأعلنت جماعة متشددة تعرف باسم “كتائب عبد الله عزام”، والتي لها صلة بالقاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم.
عادت إيران لتهديداتها المتكررة في يناير (كانون الثاني) 2012، إذ هدّدت بإغلاق مضيق هرمز رداً على عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامجها النووي، وفي مايو (آيار) 2015، أطلقت سفن إيرانية طلقات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة، قالت طهران إنها دمرت منصة نفطية إيرانية، مما دفع الناقلة للفرار. كما صادرت سفينة حاويات في المضيق.
وفي يوليو (تموز) 2018، ألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطّل مرور النفط عبر مضيق هرمز رداً على دعوات أميركية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر. وقال قائد بالحرس الثوري أيضا إن إيران ستوقف كل الصادرات عبر المضيق إذا تم إيقاف الصادرات الإيرانية وذلك بعد قرار إدارة ترامب بالتخلي عن الصفقة النووية الإيرانية في مايو/ آيار 2018، يبدو أن إيران بدأت بالفعل في تعطيل التدفقات التجارية عبر المضيق، وإثارة المخاطر الدبلوماسية.
جديرٌ بالذكر أن هجمات يونيو/ حزيران 2019 على ناقلات النفط اليابانية والنرويجية، تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران، تنفي إيران أي تورط في هذه الهجمات، لكن نشرت الولايات المتحدة مقطع فيديو قالت إنه أظهر القوات الإيرانية الخاصة وهي تزيل لغمًا غير منفجر من أحد أجسام الناقلة، وزعمت أنها تقوم بذلك غالبًا لإخفاء الدليل ، وقد نجحت الولايات الامريكية بتعطيل صادرات النفط والغاز التي تعبر مضيق هرمز إلى آسيا من ايران ملحق باقتصاد ايران الهش خسائر كبيرة ظهر بالتضخم وتردي مستوى الحياة ، وقد ردت ايران تهديدها بافتتاحها حروب بعدة دول بالمنطقة التي تمثل اهمية لدول المنتجة للنفط على المضيق وذلك عبر تمويلها لمليشيات فوضوية بها ، والسبب اتجاه ايران نحو المليشيات والحروب خلف خطوط العدو ربما الى ان سفن الشحن الحديثة ضخمة وصعبة التعطيل على عكس الثمانينيات، لدى معظم ناقلات النفط الآن هياكل مزدوجة، ما يُصعّب إغراقها ، كما ان دول العالم كانت شديدة التحذير لايران من استهدافه المضيق الذي يمر من خلاله النفط الخام المستخرج من أكبرمنطقة لصادرات النفط في العالم .
ولابد من الاشارة ان ايران تطمح من خلال التهديد مضيق هرمز، بمناسبة ومن دون مناسبة رغم عدم قدرتها على ذلك ، لايحاء ان مضيق هزمز هو مضيق ايراني ، يستخدمونه كأداة لابتزاز الجميع، ومن دون تمييز ، خاصة دول الخليج لحصتها من النفط والغاز و تجاوز منظمة اوبك وحتى التحكم بسوق الغاز الوليد اضافة الى استخدامها اداة لتفاوض دولية لاجل تمرير تطلعات ايران على النحو الوقح، لمعرفتها أن أي توقف فعلي لحركة التجارة في هذا الممر سيوقع بالكثير من دول العالم، فضلا عن دول المنطقة نفسها، خسائر باهظة الكلفة قد ترفع الاسعار النفط 40% او اكثر. ان الاغلاق يكبد أيضا الاقتصاد الإيراني جراء خسائر كبيرة ، فايران تصدر ما نسبة 90% من نفطها وكذلك للعالم الذي تستورد بعض دوله كاليابان التي يمر عبر المضيق 77% من إجمالي وارداتها،وقد اوجد عدة دولحلول مؤقتة لمشاكل المضيق والتهديدات مثل السعودية( البلد الخليجي الوحيد ) الذي يمكنه تحويل قدر كبير من صادراته النفطية التي تمر عبر المضيق في حالة حدوث أي مشاكل تعوق التصدير إلى مينائه الآخر على البحر الأحمر ميناء ينبع الذي يرتبط بمراكز الإنتاج في المنطقة الشرقية المطلة على الخليج عبر خط أنابيب..
لذا الاهتمام العالمي بسلامة المرور بالمضيق يشير الى أن نزاعا فعليا لن ينشب. ويمكن النظر الى هذه التهديدات على أنها “تهويشات” مألوفة من جانب بلد يدرك انه ضعيف، وأن ابتزاز الآخرين هو سلاحه الوحيد ،علاوة على ذلك، تقوم الولايات المتحدة بتحويل الاهتمام العالمي الى ببناء تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية عبر مضيق هرمز وكذلك المياه المحيطة باليمن مما يجعل التعطيل يدفع نحو مزيد من العقوبات على ايران و مزيد من الهشاشة الاقتصادية التي تضغط على ساسة الايرانين، اما أسعار النفط فلم تعد تتاثر كثيرا بوضع المضيق لتعدد الموارد و اساليب الشحن انما الاغلاق يضر ايران بشكل اساسي ودول الخليج تالياً.
الخيارات أمام دول الخليج في حالة إعاقة الملاحة في المضيق :
كثيراً ما يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: ما الخيارات المتوفرة لدى الدول المستفيدة من استخدام مضيق هرمز في حالة تعرض الملاحة عبره لأي من أشكال التهديد و الإعاقة ؟
في الحقيقة هناك عدة خيارات جديرة بالدراسة والنقاش أهمها :
1- الاعتماد على الأنابيب لتصدير البترول :
لقد أنشئت في المنطقة منذ الخمسينيات عدة خطوط أنابيب كان في مقدمتها تلك التي تصل كلاً من شمال العراق وشرق السعودية بساحل البحر المتوسط ومن آخرها خط الأنابيب السعودي بترولاين الذي يصل شرق السعودية بالبحر الأحمر ولازالت تطُرحت مشاريع خطوط أنابيب أخرى لتجاوز اغلاق المضيق في حالها و يجاد طرق اقل كلفة بالنقل واسرع، وهذا ما يوفره النقل بالانابيب ، اهمها :
أ- خط أنابيب يربط مناطق إنتاج البترول بدول مجلس التعاون بساحل البحر الأحمر، وذلك على غرار خط بترولاين ، وهذا الخط عند تنفيذه سيخدم دول مجلس التعاون في تجنب جزء من صادراتها البترولية المخاطر أثناء عبورها مضيق هرمز. ولكن يعترض هذا المشروع أنه باهظ التكاليف إلى جانب أن طريق البحر الأحمر بطرفيه – مضيق باب المندب ، قناة السويس – عرضة للتهديد كذلك وخاصة إذا كان تهديد مضيق هرمز من قبل قوة أجنبية ، ويضاف إلى ذلك أن ساحل البحر الأحمر أبعد عن الأسواق في جنوب شرق آسيا ، ومع هذا يبقى هذا الخيار قائماً أمام الدول.
ب- خط أنابيب يربط دول مجلس التعاون بخليج عمان والبحر العربي ، وهذا قُدم كمشروع من قبل عمان إلى دول مجلس التعاون عندما هددت إيران بإغلاق المضيق (طويرش ، 1990 ، صـ 118) ، وهذا الخيار إلى جانب أنه يُبعد صادرات البترول عن خطر التهديدات في المضيق فهو أقل كلفة من الخط إلى البحر الأحمر ونقاط مصبه أقرب إلى الأسواق في اليابان وجنوب شرق آسيا ، فهو خيار يحمل كثيراً من مقومات النجاح .
ت- خط انابيب التابلاين (TAPLINE)، خط أنابيب نفطي يمتد من القيصومة جنوب شرق حفر الباطن حتى ميناء صيدا في جنوب لبنان، وهو أكبر خط نفطي في العالم إذ يبلغ طوله 1664 كيلو مترا من الخليج العربي حتى البحر المتوسط، وهو معبر نقل النفط من السعودية إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تم ايقاف العمل به ، لكن السعودية تدرس اعادة تفعيله من جديد.
د-خط نقل الغاز من قطر الى ميناء طرطوس و خط نقل النفط من الامارات الىميناء طرطوس و كذلك من السعودية الى ميناء طرطوس ، ومن ثم الى اوربا و امريكا .
– خطوط أنابيب إيرانية ، أحدها يربط منطقة الإنتاج الإيرانية في شمال الخليج بميناء جسك على ساحل عمان والآخر يربط الأهواز بساحل البحر المتوسط عبر تركيا.
-خط الأنابيب بين العراق وإيران وسوريا (تسمى كذلك بخطوط أنابيب الصداقة من قبل الحكومات المعنية وخط الغاز الإسلامي من قبل بعض المصادر الغربية) هو خط أنابيب غاز طبيعي مقترح يمتد من جنوب حقل بارس الإيراني شمال قبة غاز الماء المتكثف نحو أوروبا عبر إيران والعراق وسوريا ولبنان لتزويد العملاء الأوروبيين وكذلك العراق وسوريا ولبنان.
وهذه المشروعات عند تنفيذها ستخفف من اعتماد إيران على المضيق في صادراتها البترولية . هذه الخطوط المقترحة هي من أنجح الخيارات أمام دول المنطقة في حالة تعرض المضيق للتهديد .
2- شق قناة تربط الخليج العربي بخليج عمان عبر شبه جزيرة مسندم :
وهذا مشروع أثارته بعثة الجمعية الجغرافية البريطانية التي زارت محافظة مسندم عام 1972م ، حيث اقترحت شق قناة تربط خور الشام الممتد من الخليج العربي بخور الحبلين الممتد من خليج عمان حيث يقترب الخوران من بعض عند برزخ المقلب فلا يفصل بينهما إلا 250م وبارتفاع.
بالنهاية ان بقاء مضيق هرمز يخضع لتجاذبات الصراع الايراني و طموحاتها انما يكبد الدول العالم خسائر لم تعد تتحملها وخاصة بعد الركود الذينتج عن جئحة كورونا لذا ، اعتقد ان العالم سيتجه الى اقرار معاهدة جديدة حول المضائق وادارتها بما فيها الصناعية لمنع تذبذبات تؤثر على القتصاد العالملي الهش و قدرئينا ما حدث بقناة السويس على اقتصاد العالمي