96
اقتصادي – خاص:
أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد، أول اتصال هاتفي مع ملك الأردن عبد الله الثاني منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011.
وقال موقع “الديوان الملكي الأردني”، عبر حسابه الرسمي في “تويتر“، اليوم الأحد 3 من تشرين الأول، إن “جلالة الملك عبدالله الثاني يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس السوري، بشار الأسد، تناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بينهما الأردن سوريا”.
وتأتي هذه الخطوة بعد خطوات سابقة قادتها حكومة الاردن بالتواصل مع حكومة النظام الاسد بحجة خط الغاز العربي والذي استخدم إعلامياً للتعبير عن إعادة تعويم الاسد دولياً !، رغم تصريح الخارجية الامريكية سابقاً انها سوف تدرس هذا التواصل بين الاردن و نظام الاسد ، ولم يصدر بعد تعليق من الخارجية الأمريكية ، فهل سوف يتحمل الأردن التبعات الكثيرة لهذا الاتصال ؟
فاقتصاد الاردن هش يعتمد على المساعدات الامريكية والخليجية ، إضافة الى العراقية والمصرية ، و ان ارتماء الاردن بحضن النظام سوف يتطلب من الملك الاجابة على عدة اسئلة :
١_ ماهي الضمانات الأردن لكي لا تشمله العقوبات الأوربية والأمريكية خاصة قانون سيزر ( الذي تتحكم به السلطة التشريعية بامريكا) وبالتالي قد يحرم النظام المصرفي الاردني المرونة بالتحويلات المالية منه واليه والتي تعتبر احد اعمدة اقتصاد الاردني إضافة ان العقوبات قد تتصعد لأن تصل إلى فرض عقوبات عليه مما يعني خسارة الدعم الامريكي عند اول عقوبات على نظام الاردني ( لبنان مثال ).
٢_ ماهي ضمانات الأردن أن النظام السوري سوف يبتعد عن النظام الإيراني ، واذكر هنا حادثة الاتفاق الامريكي_الروسي مع نظام الأسد على إبعاد إيران ١٠٠كم عن حدود الجنوبية وفشل الاتفاق لأسباب كثيرة وخاصة أن ايران بات لها الآن وجود عسكري وحاضنة على طول الحدود الجنوبية .
٣_ماهي الضمانات التي لدى الأردن ، أن لا تتحول الأردن إلى طريق للتجارة #الكبتاغون حيث صرح مسؤول سوري سابقاً لمنصة “اقتصادي” مفضلا عدم ذكر اسمه ، ان النظام يستخدم ضباط استخبارات اردنيين ومسؤولين متنفذين بالدولة الاردنية لتمرير شحنات الكبتاغون عبر حدوده الى الخليج العربي آخرها شحنة كبتاغون بقيمة ٣٠٠ مليون دولار عبر شاحنات برادات الخضار إلى السعودية.
٤_ ماهي الضمانات لدي الاردن أن يستفيد الاردن من مساعدات الامارات اذا طالته عقوبات قيصر ، حيث الأخيرة فشلت بمساعدة النظام إواعادته الى الجامعة العربية وتخفيف التردي الاقتصادي فيه ، كما ان الاردن ليس هو المكان الامثل ليكون منصة شركات الامارات للانطلاق نحو اعادة اعمار سوريا والدول المجاورة .
٥_ ماهي ضمانات الأردن بأن العراق سوف يستمر بمنح الاردن النفط باسعار تفاضلية اذا ما طالته عقوبات قيصر ؟ ، كما أن الأخير على شفى تغيير سياسي داخلي كبير وانهيار في مؤسساته بسبب الفساد والهدر وعدم القدرة على دفع الرواتب ..
٦_ ما ضمانات الأردن ان يفّعل الطريق M5 حيث الخلافات بين روسيا وتركيا ونظام الاسد كبيرة حول حصة تركيا من مستقبل سوريا.
٧_ ماهي ضمانات الأردن ، ان تكون هناك استفادة اقتصادية من السوق السورية حيث ٩٠% من النفط خارج سيطرته ( بيد قسد ) و ٨٠% من القمح ( بيد قسد) ، و٩٥ % الانكشاف التجاري( معظم الاستيراد يتم عبر معابر غير رسمية من شخصيات تسيطر على تلك المعابر ) ، مع انهيار بالقدرة الشرائية ( معدل التضخم بات حاد جداً ) وتردي نوع الحياة؟( لبنان مثال ).
٩_ ما موقف الاردن من اللاجئين وهل سيسلك سلوك لبنان ؟
بالفعل بات الاردن يسلك سلوك لبنان بالتعامل مع اللاجئين السوريين السياسيين بالتهديد والتضيق عليهم ، والخوف من ان يمتد الى اللاجئين بالمخيمات والمقيمين بالمدن الاردنية ، وهو ما يعني حرمان الاردن من مساعدات الاممية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
يبدو ان ملك الأردن اندفع تحت ضغط قوى مختلفة ليكون رأس حربة لهيكلة نظام الأسد ودفع بعملية الحل السياسي خطوة للامام متناسياً ان النظام لا يملك ما يخسره على عكس كل اولئك الذين تحالفوا معه وقد تورطوا معه وخسروا دولياً … ف ” على ماذا الاردن مقبل خلال الاسابيع القادمة إن لم ينجح بخطوات ملموسة بهيكلة النظام ؟ “