29
اقتصادي – خاص:
اجتمع أمس في مطحنة منبج مندوبي إستخبارات عن قوات قسد و الاستخبارات التركية برعاية روسيا لتقرير مصير منبج خلال الأيام القادمة، دون أن ينتج عن اللقاء سوى موعدٍ قريب آخر للبت بأمر المدينة .
ويعود الإهتمام بالمدينة بين الأطراف الثلاثة بما فيهم روسيا إلى أسباب مختلفة
ففي حين تهتم قوات قسد ( قوات سوريا الديمقراطية ) بالمدينة حيث أنه أي انسحاب منها سوف يجعل المطالبة بعفرين و غيرها من المدن التي تطالب بها قوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تسويق إعلامي لا أكثر، كما أنه يجعلها بين خيارين:
_ إما الانضمام إلى قوات النظام بشروط النظام.
_ أو الانضمام للمجلس العسكري الذي ينشئه مناف طلاس برعاية فرنسية .
وهو ما سوف يزيد الشرخ بين جناح الهام احمد وجناح عبدي مظلوم ، كما أن التنازل عن منبج قد يجعل مناطق أخرى لقوات سورية الديمقراطية التنازل عنها على طول نقاط التماس بينهم وبين تركيا وخاصة قرى راس العين وتل ابيض و حتى عدم المطالبة بمناطق أخرى مثل رأس العين .
كما أن منبج هامة لقوات سوريا الديمقراطية ، هي مركز اقتصادي محلي، و تعتبر معابر لتهريب السلع إلى مناطق غرب الفرات وأحد بوابات السورية لتلقي الحوالات المالية ، كما انها تقع بجوار الطريق السريع إم فور الذي تسعى اليه قوى اقليمية كثيرة ، فهو طريق تجاري رئيسي يربط مدينة اللاذقية الساحلية الغربية بحلب والرقة، ودير الزور الغنية بالنفط ،وهذا الطريق يعتبر الان طريق تهريب تجارة النفط التي تمد قوات سوريا الديمقراطية بأحد مصادر التمويل الرئيسية.
كما أنها تنتشر بأماكن معسكر قوات سورية الديمقراطية فيها مزارع الحشيش المحمية بقوات تلك المعسكرات حسب مصدر خاص لموقع اقتصادي ، وتمثل المدينة معبر رئيسي لتجارة المخدرات ( الكبتاغون ) بين المناطق الثلاثة بسوريا .
أما الأتراك فإن السيطرة على منبج ستعيد هيبة القوات التركية بعدما تلقت ضربات كبيرة اتهمت بها قوات سوريا ديمقراطية، وهو أشبه بالثمن لتلك الضربات .
كما أن عملية السيطرة بمثابة ترسيخ لتركيا كلاعب على الجغرافيا السورية وأنه ليس من السهل إخراجها، و إن تأمين منبج يفتح استقرار للمنطقة غرب الفرات فيعطيها هامش حركة أكبر بالتفاوض للحل النهائي للقضية السورية كما يبعد شبح حركة اللجوء من المناطق السورية ، وإظهار تركيا كلاعب دولي وخاصة أن ريف منبج يضم تواجد لقوات للتحالف الدولي، وهو ما يعيد تركيا لتكون بوابة اوروبا بالملف السوري ، دون أن ننسى أن طريق إم فور له اهمية اقتصادية و لتركيا وعسكرياً في حال بقاء مشروع قوات سوريا الديمقراطية موجوده، حيث يمثل هذا الطريق تطلعاتها الى الرقة.
اما روسيا ودورها بالسيطرة على منبج:
روسيا تحاول إفشال قوات سورية الديمقراطية، حيث أن التخلي عن منبج سيجعل الإدارة الذاتية تقترب أكثر من النظام وبهذه التفاوضات سيجعل القوات سوريا الديمقراطية تقترح نقل سيطرتها للقوات النظام ، كسبيل للخلاص من المأزق التنازل لتركيا عنها ، وهو بالنهاية سوف يجعل قوات النظام الاسد كالعث الذي سيلتهم أوراق الاتفاقات التي تمت بين تركيا وروسيا او بين روسيا و قوات سوريا الديمقراطية.
كما ان انضمام قوات قسد الى الحلف الروسي سيقوي روسيا بالملف السوري على حساب التواجد الامريكي و يجعل عقوباته لا معنى له ، ويأمن عدة مناطق اقتصادية هامة للنظام وجغرافياً فيصبح التفاوض مع المعارضة امر تديره قوة خارجية وانه غير شرعي ، مما يقوي بالنهاية الاسد و استثمارات روسيا وقبضتها على الملف السوري .
إن اي انتصار لروسيا او لعب دور وسيط بالملفات السورية يشكل ارتكاسة للمعارضة لأنها تأخذ المزيد من الشرعية لتواجدها وتصرفاتها واستحواذاتها المالية وقتلها للسوريين وهو بشكل اخر اعتراف بوجود الاسد وشرعنة جرائمه … لذا على المعارضة ان تتواصل مع تركيا لإيضاح وتسجيل اعتراضها على التواجد الروسي باي تفاوض ، وان الحل مع قوات سوريا الديمقراطية ينطلق بمد اليد للتعاون مع جناح مظلوم للتغلب على جناح الهام احمد الموالي ل pkk وليس عبر موسكو.