انتشرت على صفحات السوشيال ميديا صور بين مدير إدارة المخابرات العامة السورية اللواء “حسام_لوقا” و رئيس المخابرات السعودية الفريق ” خالد_الحميدان ” في لقاء جمع رؤساء الأجهزة الأمنية على هامش المنتدى العربي الاستخباري بمصر.
وهو ما أثار التكهنات حول تطبيع المملكة مع النظام السوري.
حيث يعود سبب التكهنات إلى الصورة الضبابية للموقف العربي الذي يتنازعه تيار يحاول إعادة سورية الى الحضن العربي لعله يوقف التمدد الإيراني على أبوابهم
وتيار آخر يرى أن جرائم نظام الأسد لا يمكن التغاضي عنها أخلاقيا ً قبل سياسياً وأن المضي بهذا الاتجاه سوف يثير الكثير من الكوارث مستقبلاً حول الدور الإقليمي الذي تريد أن تلعبه دول هذا التيار .
يبقى السؤال ما طبيعة التقارب السوري السعودي ؟ وهل سوف نلحظ علاقات سياسية ؟ وأين المعارضة السورية من هذه التحركات ؟
حسب مسؤولين من نظام الأسد استطاع خبراء منصة اقتصادي التواصل معهم ، أن النظام بدأ منذ اكثر من عام يعمل على مقايضة معلومات لديه حول مطلوبين سعوديين داخل السعودية وخارجها مقابل تحسين العلاقات اقتصادياً.
وعلى سبيل المثال في شهر مايو/ايار من هذا العام ٢٠٢١ تم تسليم مواطنين سعوديين محتجزين لدى النظام الى السعودية.
كما قدم نظام الأسد عرض بشهر حزيران من هذا العام بالتدخل مع إيران للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين #السعودية_ايران وخاصة بملفي اليمن و العراق
وفي شهر نوفمبر/ت٢ من هذا العام أيضاً قدم تعهدات بخصوص الملف اللبناني.
على الرغم من أن “نظام الأسد” لم يستطع الالتزام بكل تعهداته للجانب السعودي بسبب توغل النفوذ الإيراني بأجهزته الأمنية والذي رفض هذا التواصل، إضافة إلى صراع الأجنحة داخل النظام لكن المؤشرات تؤكد أن نظام الأسد يرى البوابة الأمنية وهي أحد البوابات الخلفية له يمكنها ترميم العلاقة مع الدول العربية وإن كان المستفيد من الظروف السياسية التي تعصف بها .
السعودية بدورها حتى الآن غير متأكدة من قدرة النظام على الايفاء بتعهداته من جهة ، ومن جهة أخرى لا تريد أي صدام مع الكونغرس الأميركي بحجة قانون سيزر وفتح ملف تجاوزات لحقوق الإنسان ، لذا لن تنخرط المملكة بأي علاقة مباشرة مع النظام إذ لم يكن هناك تغير حقيقي بسلوكه والتزام بتعهداته ، عندها سوف تنشئ المملكة لوبي لأجل تعويم النظام دولياً وليس فقط عربياً.
أما المعارضة ، فهي لازالت بطور التعبير الدارج على السوشيال ميديا لدى السوريين ” كناشطين” ليس أكثر ، فقد فشلوا خلال الأشهر القليلة بتعويم مؤسساتهم،
فمثلاً “هادي البحرة ” بدل الاعتذار عن حضور جلسات اللجنة الدستورية لعدم توفر جواز سفر له مما يشكل إحراج للمبعوث الدولي وورقة ضغط على الأمم المتحدة لحل مشكلة جوازات للسوريين استخدم “هادي البحرة” مركزه و علاقاته الخاصة باللجنة الدستورية لصالح جواز سفر خاص به!، ونجح النظام ليس فقط بإظهار نفسه كقوة شرعية وحيدة بجواز السفر بل أن المعارضة ليست نداً له، و اظهار الأنانية والانتهازية لممثلي المعارضة وأنه استطاع اذلاله حتى من خلال جلبه للتوقيع الروتيني للحصول على جواز السفر تحت صورة مجرم الحرب بشار إن لم يكن نجحوا ان يجعلوه يردد كلمة الرئيس بشار ؟! .
و رئيس الائتلاف “سالم المسلط” المحسوب على السعودية كما سُوق له بالبداية ، لم يسافر على السعودية او يتشاور معهم حتى ، بل منح درع الثقة لأمير حرب وتاجر المخدرات “محمد الجاسم” الملقب “ابو عمشة” والذي لديه خلافات مع الجانب التركي إضافة للسوريين ،و “المسلط ” فشل بتنفيذ رؤيته عند تسلم رئاسة الائتلاف حيث حددها بتغير النظام الداخلي للائتلاف وضم شخصيات من الداخل و تعهداته بإعادة تسويق القضية السورية للدول العربية لكسب دعمها !.
أنس العبدة يوزع دستات فناجين ( ١٢ فنجان) قهوة منطلق من مقولة تركيا الكنافة عليك والقهوة علينا !!، فهو كرئيس هيئة التفاوض السورية فشل في اجراء أي تحاور أو لقاء لتسويق رؤية وقضية الشعب السوري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة .
أما المجتمع المدني هو الآخر لم يستطع توحيد جهوده ووضع خطة عمل على عكس مؤسسات المجتمع المدني للنظام والتي تقاد تحت سيطرة أسماء الاسد ممثلة بالأمانة السورية.
كل هذا يؤكد التسريبات الدبلوماسية التي وصلت للائتلاف ، بأن المعارضة على أعتاب مرحلة خطيرة قد تقود الى تجميدها ، مما قد يحولها أقرب ما تكون إلى المعارضة الإيرانية أو العراقية إبان “صدام حسين” ، فهل ستتحرك المعارضة لإنقاذ نفسها ؟