اقتصادي – خاص:
تكرر ورود كلمة التضخم، في معظم التحليلات والتقارير التي تتناول الاقتصاد السوري، وخاصة في الفترة الأخيرة، والتضخم أحد الأعمدة التي يبنى عليها القرار الاقتصادي، فماذا يعني؟
لتبسيط الفكرة، تخيل أنك تملك مليون ليرة في الوقت الحالي، ماذا يمكن أن تشتري بها؟ وماذا كان يمكن أن تشتريه بذات المبلغ في 2010؟
قبل سنوات أي في 2010 كان مبلغ مليون ليرة كافي لشراء بيت متواضع بمساحة 50 متر في دمشق، أو سيارة كيا ريو، كما أنه كان كافياً لبدء مشروع صغير، أما في الوقت الحالي فالمليون ليرة هي ميزانية لشراء مونة المنزل لشهر واحد، كما قد تكون هناك إمكانية لاصطحاب العائلة خارج المنزل في نزهة، لا أكثر.
هذا الحال يصفه الناس في كلامهم العادي اليومي بأنه “لم يعد هناك بركة في المال”، وهو في علم الاقتصاد يعني التضخم.
إذاً التضخم هو ارتفاع أسعار السلع والخدمات خلال فترة زمنية طويلة، أقلها سنة.
عناصر التضخم:
- الارتفاع المستمر بالأسعار: أي أن الارتفاع شامل لكل السلع والخدمات، ولا يقتصر على سلعة معينة في موسم ما، مثل ارتفاع أسعار القرطاسية في بداية المدراس، فهذا ليس معياراً للتضخم.
ويتم في بعض الأوقات، متابعة سعر سلعة واحدة فقط، وذلك بقصد معرفة اتجاهها، وهو أمر شائع في البورصة على سبيل المثال أو متابعة سعر النفط للتجارة.
- الارتفاع ليس طارئ او متذبذب: بمعنى أن ارتفاع السعر ليس لسبب طارئ ومؤقت، في حين أن التذبذب أمر وارد في حالات التضخم، لكن الاتجاه العام للسعر يكون بارتفاع، مثل سعر الدولار.
ويتم رصد السعر خلال مدة محددة، فعلى سبيل المثال يتم رصد الأسعار خلال سنة عند القيام بإعداد موازنات الحكومة.
- زيادة العرض عن الطلب: وفي هذا الحال يكون السوق باتجاه التضخم.
إن فهم مصطلح التضخم وإدراك مسبباته وعواقبه أمر هام على مستوى الناس، لأنه يعطيهم القدرة على التنبؤ بمستوى معيشتهم من خلال مقارنة الدخل بالأسعار في كل مرحلة، كما أنه هام لكل شخص ينوي الاستثمار أو البدء بمشروعه الخاص، بحيث يعطيه مؤشر لنجاح عمله أو فشله.
يشار إلى أن معدل التضخم في سوريا، بلغ 878% حتى العام 2019، مقارنة بالعام 2010، وفقاً لـ”جمعية العلوم الاقتصادية”