اقتصادي:
تحدث مقال رأي نشرته “الحرة” أن مساحة الاتفاق بين موسكو وواشنطن تبدو أوسع بكثير في الوقت الحالي بما يتعلق بالملف السوري، الأمر الذي من شأنه الدفع بالعملية السياسية للتوصل إلى حل للأزمة المستمرة منذ 12 عاماً تقريباً.
ولفت المقال، الذي كتبه عريب الرنتاوي، إلى أن العقبة الأهم في طريق عمل أميركي – روسي في سوريا، وأهمها هي احتدام حدة الصراع بين الدولتين في ملفات دولية أخرى: أوكرانيا، الناتو وأمن أوروبا، الحرب السيبرانية، أمن الطاقة والأمن الاستراتيجي وغيرها من ملفات أشد صعوبة وأكثر خطورة وتعقيداً، خاصة مع عدم اتباع الدولتين لسياسة “فصل الأزمات” إحداها عن الأخرى.
ولا يبدو الموقف الروسي بعيداً عن الموقف الأميركي، في سوريا، فكلا الدولتان تسعيان لمحاربة الإرهاب، لكن التعريف الروسي للإرهاب، يتوسع قليلاً عن التعريف الأميركي، فروسيا تنظر عموماً لمعظم الجماعات المسلحة، ذات المرجعية الإسلامية، بوصفها تنظيمات إرهابية يتعين اجتثاثها… هنا يُعتقد أن قليلاً من التعاون والتنسيق بين الجانبين، من شأنه التسريع في “تحييد” خطر الإرهاب، سيما وأن الإرهابيين يمتدون على مناطق سيطرة كل منهما.
وحذّر الكاتب من ضرورة ضمان ابتعاد الأطراف عن أي مسعى لتوظيف جماعات الإرهاب للمس بمصالح وقوات الطرف الآخر، سواء أتم ذلك بحجب المعلومات الاستخبارية، أو بالدعم والتشجيع، أو بالصمت المتواطئ.
أما عن الهدف الثاني المشترك بين موسكو وواشنطن، فيتعلق باحتواء النفوذ الإيراني في سوريا، وإن اختلفت الغايات من تحقيق هذا الهدف.
ومع تراجع أصوات أميركا بالمطالبة بتغيير النظام في سوريا، تزيد هذه المقاربة الباب لحوار روسي – أميركي، خاصة في ظل ما يقوله المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون عن مقاربة “خطوة مقابل خطوة”.
ويبقى الملف الكردي نقطة تلاق وتباعد في آن معاً بين كل من موسكو وواشنطن، فرغم حرص كل منهما على علاقات طيبة مع الجماعات الكردية شمال سوريا، إلا أن تفاصيل وطبيعة العلاقة بين القوتين مع تلك الجماعات وما يحيط تلك العلاقات من معطيات إقليمية، يختلف بشكل كبير.
وختم كاتب المقال بأن الظروف المحيطة بتصاعد الأزمة الأوكرانية، وحالة الاستقطاب شديدة الخطورة بين القطبين، تجعل التفكير ببناء جسور تقارب بينهما في سوريا، أمراً غير مندرج على جدول أعمالهما، أقلها في المدى المرئي.