اقتصادي – خاص:
كشف خبير اقتصادي، أن قطر تسعى للاستفادة من الملف السوري في ضمان تمرير غازها إلى أوروبا، خاصة وأن سوريا تمتاز بموقع هام على طريق الغاز، فاحتضان قطر لندوة الدوحة التي جمعت شخصيات من المعارضة السورية مؤخراً، كان خطوة لضمان حصتها وسيطرتها في الملف السوري.
وأوضح الخبير يونس الكريم لمنصة “اقتصادي” ان “الرئيس الأمريكي جو بايدن طرح على أمير قطر تزويد أوروبا بالغاز، الأمر الذي كان حافزاً للأخيرة لتحريك الملف السوري عبر تنشيط دورها واحتضان ندوة ترأسها رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب”.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واشنطن نهاية يناير الماضي، حيث بحث مع الرئيس الأميركي تزويد أوروبا بالغاز المسال في ظل التوترات التي خلفتها الأزمة الأوكرانية على سوق الطاقة العالمي.
وتمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز بعد روسيا وإيران، وتصدّر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال. ويأمل بايدن أن تتمكن بعض ناقلات الغاز الطبيعي المسال القطرية من التوجه إلى أوروبا في حال تدهور الأوضاع في أوروبا، حيث توفر روسيا 40% من الغاز المستهلك بالقارة الأوروبية.
وكون قطر أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال، يتم بحث استعدادها لتعويض أي نقص ينتج عن تدهور متوقع للأسواق العالمية حال غزو روسيا لأوكرانيا، وفرض الولايات المتحدة والغرب عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال.
وتخشى قطر من خسارة طريق الغاز إلى أوروبا عبر سوريا، في وقت يتنامى فيه الحديث عن تشغيل خط الغاز العربي من مصر مروراً بالأردن وسوريا إلى لبنان حيث سوف يقرر مصير استكماله الى اوروبا أو توقفه، فضلاً عن توسع سيطرة روسيا، التي تعتبر المنافس الأكبر للدوحة في قطاع الغاز، على الساحل المتوسط لتشمل حتى لبنان.
وتطمح قطر، منذ سنوات لإنشاء خط أنابيب يمكنها من بيع كميات مهولة من الغاز المسال لأوروبا، عبر الأراضي السورية، الأمر الذي تعارضه حكومة النظام، دون أن ننسى أيضا خط أنابيب الصداقة التي تربط إيران بالبحر المتوسط عبر سوريا سواء من لبنان أو اللاذقية التي تشكل دافع أخر لتفعل قطر تواجدها في ظل الحديث عن عودة ايران للاتفاق النووي مع واشنطن ورفع العقوبات عنها بشكل جزئي وعودتها الى منظمة أوبك.
وعن البعد الاقتصادي المحلي للمؤتمر الذي حضره 86 شخصية، اعتبر الخبير يونس الكريم، إن مثل هذه الخطوة تعتبر بداية الطريق لتسليط الضوء على أهمية الملف الاقتصادي، وكذلك مراكز الدراسات والأبحاث لتقديم أرقام وبيانات دقيقة عن الوضع وكيفية معالجته والتخطيط لمرحلة إعادة الإعمار، كاشفاً إنه تم الإعلان عن إقامة مؤتمر في إسطنبول لاحقا لبحث الملف السوري اقتصادياً بمشاركة مختصين أكثر.
ولفت الكريم إلى أن اللاعبين الدوليين والإقليميين في القضية السورية، بدأوا بتحريك ممثليهم من الأطراف السورية، ووجهت قطر عبر المؤتمر رسالة هامة لـ”الائتلاف السوري” بأنه بات من الضروري إجراء تعديلات على سياساته وإلا سيتم تشكيل جسم جديد للمعارضة السورية يقود المرحلة القادمة يترأسه رياض حجاب، حيث من المتوقع أن يكون هيئة تكنوقراط بعيداً عن المحاصصات الحزبية التي تشكلت خلال الثورة.
ويعتبر المؤتمر رداً على دعم فرنسا للمجلس العسكري المراد إنشائه كخيار فرنسي للمرحلة المقبلة، الأمر الذي تبلور في غياب دعوة الشخصية النسوية المعارضة المحسوب على المجلس العسكري، في وقت دعمت فيه تركيا المؤتمر، على حد قول الكريم.
واستضافت العاصمة القطرية لمدة يومين، مؤتمر بعنوان “سوريا إلى أين”، كان قد دعا إليها رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب.
وانتقد الكريم الأخطاء التنظيمية التي شابت ندوة الدوحة، من حيث عدم تنوع وشمولية الدعوات، فلم تتم دعوة الكثير من الجهات والشخصيات ذات الصلة بالشأن السوري والاقتصادي، فكانت قطر المتحكمة بتخصيص الدعوات للجهات الموالية لها ، الأمر الذي أثر سلباً على التوصيات والنتائج التي خلصت إليها الندوة، والتي كانت أشبه بالمعدة مسبقاً كونها لم تنسجم حتى مع غياب عدد من المدعوين من جهة، وكذلك مع حضور شخصيات متهمة بالفساد سابقاً، ومن جهة ثانية جاءت التوصيات بكلام عام لا يتناسب مع الصبغة العلمية التي حاول المنظمون إظهارها .
وشارك في الندوة التي انتهت في 7 فبراير الحالي، ممثلين عن مختلف مؤسسات المعارضة السورية، ومراكز الفكر، ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من الشخصيات السورية المستقلة، بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية السورية (لم تُذكر أسماؤهم)، بحسب بيان للجنة التنظيمية للندوة نُشر عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”.