الرئيسية » ما كشفه عالمة “قليل”.. تعرف جذور فساد الكرة بسوريا

ما كشفه عالمة “قليل”.. تعرف جذور فساد الكرة بسوريا

بواسطة يونس الكريم

اقتصادي- خاص

أصدرت اللجنة المؤقتة للاتحاد السوري لكرة القدم، قراراً باستدعاء حارس منتخب النظام إبراهيم عالمة لمقر الاتحاد يوم الاثنين القادم، للاستفسار والوقوف على ما صدر منه من تصريحات، كشف خلالها فساد “ونهب” أموال الاتحاد، واستغلال رحلاته لإدخال “مواد مهربة”، الأمر الذي يكشف مدى تراجع مستوى كرة القدم السورية مع تدني الاهتمام بها.

وكان عالمة تحدث عن نهب “الاتحاد” للأموال المخصصة للدوري السوري من الاتحاد الآسيوي، كاشفاً عن استغلال رحلات المنتخب الخارجية لإدخال مواد “مهربة” من قبل مسؤولي الاتحاد.

وأضاف عالمة في حديث مع إذاعة “المدينة FM”، أن كل من تعاقب على اتحاد كرة القدم فاسد، والحل بتغيير جذري في أركان الاتحاد الرياضي بدءاً من القوانين، وأكمل أن الاتحاد يتذرع بأن بأمواله المخصصة من الاتحاد مجمدة رغم أنها تتناقص وبشكل كبير حيث انخفضت تلك الأموال من 7 ملايين دولار عام 2018 إلى مليونين فقط.

وبعد التصريحات الهجومية من عالمة، أصدرت اللجنة المؤقتة للاتحاد السوري لكرة القدم، قراراً باستدعاء حارس المنتخبخبير، لاستبيان الحقائق بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المقصرين.

من جانبه، سارع رئيس لجنة الإشراف على الدوري وملف اللاعبين المغتربين وائل عقيل إلى التنصل من تهم إدخال صناديق مع بعثة المنتخب عندما كان الأخير مشاركاً في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، قائلاً إن “محتويات الصناديق ليست مخالفة، وهي تعود لعضو اللجنة المؤقتة للاتحاد أحمد قوطرش”.
ونتيجة الفساد والمحسوبيات والعقلية التي تُدار بها البلاد، تراجعت الرياضة السورية، ووصلت إلى الحضيض.

وليس أدل على ذلك، من فشل اتحاد كرة القدم السوري التابع للنظام، في بيع حقوق بث مباريات الدوري المحلي لكرة القدم، لشركة خاصة، بسبب عدم تقدم أي جهة للمزاد.
وأكد الاتحاد على معرّفاته الرسمية، فشل بيع حق البث التلفزيوني وحق البث الإذاعي وحق الإعلانات داخل الملاعب وحق راعي اسم البطولة للمرة الثانية لعدم تقدم العارضين.

ويعكس ذلك، من وجهة نظر مصادر مختصة بالشأن الرياضي، تراجع الاهتمام الشعبي بالبطولات الرياضية في سوريا، نتيجة الحرب، وتراجع الرياضة السورية بشكل عام.

وتفتقر سوريا حالياً للمقومات الأساسية لكرة القدم، بحيث لا تتوفر في غالبية الملاعب الأرضيات العشبية، وتعاني الأندية المحلية من نقص التمويل، وشح المصادر المالية، ما أثر على التنافسية في الدوري المحلي.

ويرجع الإعلامي الرياضي السوري، عروة قنواتي، تراجع الرياضة والدوري بشكل خاص إلى العقلية التي تدار بها أمور الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، موضحاً: “هي عقلية أمنية وغير مؤسساتية ولا تمت بصلة للواقع الرياضي، إن كان بالتعيين أو الانتخاب أو التشكيلات في كل الهرم الرياضي وصولاً لاتحادات الألعاب واللجان التنفيذية والأندية والمنتخبات”.

وأشار قنواتي خلال حديثه لـ”اقتصادي” إلى كثرة الاخطاء والمشاكل التي حدثت قبل الثورة في أمور رعاية الدوري منذ عقد art الاول والثاني، وعقد الجزيرة، ومحاولة بعض الشركات منها شركة شوووت للتقدم للرعاية، مضيفاً: “كانت هناك فئة تأتي بالاستثمار وفئة لا يعجبها الأمر فتعمل على تخريب المشروع، وهذا يعد أمراً بديهياً في الرياضة السورية”.

وخلال سنوات الثورة، زاد الوضع تعقيداً، حسب قنواتي، حيث تعرضت البنى التحتية الرياضية للتدمير شأنها شأن البنى الخدمية التي دمرتها آلة حرب النظام، بحيث لم تعد أرضيات الملاعب صالحة، ولا المدرجات، والجماهير لم تعد تأتي إلا في صالح الأندية الكبيرة”.

وأضاف قنواتي: “لا أسماء مهمة في الدوري التابع للنظام، ولا روزنامة واضحة للعمل، واللجنة الموجودة برأس الاتحاد حالياً لجنة مؤقتة وتخيف أي داعم أو أي متقدم للرعاية والبث، وكذلك لا يوجد حماية للملاعب، وكل ذلك لا يخدم أي رعاية وأي استثمار وأي بث تلفزيوني”.

وأكمل بقوله: “من الناحية الفنية مستوى الدوري في القاع تماماً، ناهيك عن القضية الأهم، وهي الوضع الاقتصادي الكارثي في البلاد، و أي مستثمر يعلم أن هنالك مبالغ يجب أن يضعها (رشاوى أو هدايا ) من أجل نجاح مشروعه”، مضيفاً “ما يعني أن الصفقة خاسرة بامتياز”.

وبعد اندلاع الثورة، اقتصرت مباريات الدوري السوري من عام 2011 على مدينتي دمشق واللاذقية، حيث انقسم الدوري إلى مجموعتين توزعتا في المدينتين، لكن وبعد العام 2016 أعلن الاتحاد عودة الدوري إلى مدينتي حمص وحماة، ومن ثم إلى حلب ودير الزور.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة