اقتصادي:
تداولت صفحات وسائل اجتماعي أنباء عن وجود عملة مزورة من فئة 5000 ليرة في السوق المحلية، محذرة من تداولها عبر التذكير بمواصفات العملة الأصلية لتمييزها، دون الكشف عن أماكن تداولها، فيما لم يصدر المصرف المركزي التابع للنظام أي توضيحات حول ذلك.
وبحسب التحذيرات المرفقة بالصور، تظهر العلامة المائية 5000 المزورة باللون الذهبي، والأرقام التسلسلية على الورقة مكررة وليست صحيحة علماً ان معرفة الارقام غير متوفر للعموم ، إضافة لعدم اكتمال رقم الـ5000 المخرم على العملة المزورة.
ولم ينشر المركزي أي تعقيبات على تلك الأنباء، كما لم يتم الكشف عن الأماكن التي تم ضخ تلك العملة بها، في حين أن ضبط عملة مزورة أمر طبيعي ووارد الحدوث في مختلف الدول، وتحديداً مع رداءة طباعة العملة السورية، وضعف السلطة المركزية في البلاد.
ويعود وجود عملة مزورة في السوق الداخلية، إلى عدة عوامل أهمها تنوع الميليشيات متعددة التبعيات، ووجود دولة موازية للأمور المالية تمول مؤسسات النظام الأمنية ، إضافة الى السوق السوداء للحوالات المالية والتي يتم تداولها على نطاق واسع بعيداً عن الجهات الرسمية، كذلك سرعة تدوير العملة السورية بسبب ارتفاع الأسعار يجعل الاهتمام بكونها مزورة أو لا ضعيفاً جداً، إضافة لقلة الدفع النقدي للبنوك أي أن الأموال لا تدخل إلى المصارف لتكتشف إذا كانت مزورة أم لا.
أما عن الجهات التي تقف وراء تزوير العملة فهي متعددة أيضاً بتعدد أغراضها، فقد يكون أمراء الحرب المتحكمين بالحوالات المالية هم من قاموا به، أو أن النظام وأجهزته الأمنية بهدف إخفاء عمليات قذرة والتزامات مالية بعيداً عن المؤسسات الرسمية هو من طبع العملة المزورة ليقوم لاحقاً بالكشف عن وجودها ويحاول سحبها ومنعها من التداول، خاصة وان لها قيمة 1.2 دولار، وبالتالي سحب هذه الأموال سيخفض الطلب على الدولار ويلجم التضخم.
ومن المحتمل أن تكون طباعة العملة بشكل غير رسمي تمت في إيران لتسديد رواتب الميليشيات الإيرانية المتأخرة، خاصة وأن طهران تملك بعض من الكليشهات العملة السورية أولية ، كما أن النظام لم يكشف سابقاً عن حجم العملة التي تمت طباعتها سابقاً، لكن تم التكهن بها من خلال تسريب دخول ست حاويات جرى طباعتها في الجزائر وإرسالها عبر إيران.
وهناك احتمال إضافي بأن يكون روسيا التي تملك ايضاً مطابع كليشهات للعملة السورية غير أولية ، والميليشيات التابعة لهم، هم المسؤولين عن طباعة تلك العملة، وتحديداً مع تجنيد مقاتلين لإرسالهم الى أوكرانيا، فتكون هذه العملة جزء من سداد الأموال.
وتم طرح أوراق نقدية من فئة 5000 في يناير 2021، حيث ذكر المركزي في بيانه حينها، أن الأوراق النقدية من فئة 5000 ليرة تتمتع كسابقاتها بمزايا أمنية عالية يصعب تزويرها أو تزييفها، ويسهل تمييزها، ومن هذه المزايا:
طباعة نافرة تضفي على الورقة خشونة متميزة منها (رقم الفئة، النقوش، التواقيع، علامة للمكفوفين على طرف كل عرض من الورقة النقدية).
علامة بشكل نجمة في أسفل يسار الورقة تظهر بلون موحد عند النظر إلى الورقة بشكل مباشر، يظهر رقم الفئة 5000 بألوان متعددة عندما تلوى الورقة.
علامة على شكل نجمة تكتمل معالمها الموجودة على وجهي الورقة عند النظر إلى الورقة عبر الضوء.
رقم 5000 مطبوع بحبر مرئي متغير اللون ذي تأثير حركي يتموج شاقوليًا بلون ذهبي ذي خلفية ذات لون أخضر فاتح، ويظهر التموج في منتصف رقم الفئة في حال النظر إليها مباشرة، وعند إمالة الورقة النقدية يتحرك هذا التموج صعودًا ونزولًا من منتصف رقم الفئة.
على الوجه الخلفي للورقة تخريم مجهري للرقم 5000 يظهر بشكل عمودي في وسط الجهة اليسرى من الورقة عند النظر إليها بمواجهة الضوء.
الصورة المائية (العقاب)، وهو شعار الجمهورية العربية السورية، ورقم الفئة، يظهران عند النظر إلى الورقة في مواجهة الضوء.
شريط عمودي فضي لامع ذو تأثيرات حركية، ويحتوي على كتابة لأحرف “CBS” مكررة تتحرك عند إمالة الورقة، وعند النظر إلى الشريط بمواجهة الضوء يظهر رقم 5000.
وسبق لوزارة الداخلية في حكومة النظام ان أعلنت عن القبض على مروجي عملة مزورة معظمها من فئة 5 آلاف ليرة في حماه وفي السيدة زينب بريف دمشق خلال شهر مارس 2021.
يشار إلى أنه سبق الحديث عن ضبط مبالغ كبيرة مزورة من العملة النقدية من فئة 1000 و 2000 ليرة إضافة لضبط آلة لطباعة العملة في سبتمبر 2017.