اقتصادي:
تناقلت وسائل إعلام وصفحات موالية تصريحات لما وصفتها بـ”مصادر اقتصادية مطلعة” تنفي الأخبار التي تتحدث عن دخول استثمارات إماراتية إلى سوريا، واصفة تلك الأخبار بالـ “إشاعات”.
وقالت إن أخبار “الاستثمارات الإماراتية في سوريا”، غير صحيحة، لا في قطاعات إعادة الإعمار، ولا في النفط أو المدن الصناعية أو المناطق الحرة -كما تتحدث هذه الأخبار-“.
ويواجه دخول الاستثمار الإماراتي إلى سوريا عدة معوقات أولها قانون قيصر، الذي يعوق دخول أي استثمار إلى سوريا، فهذا القانون لازال ساري المفعول وألغى الكثير من المشاريع حتى التي تدخل بها الرئيس الأمريكي مثل خط الغاز العربي وخط الكهرباء الاردني الى لبنان عبر سوريا.
ثانياً، إن عدم وجود أمان واستقرار داخلي في سوريا والصراع على عدة مستويات، داخل النظام، بين روسيا وإيران، وبين أمراء الحرب، يجعل الاستثمار محفوفاً بالمخاطر.
ثالثاً، إن التواجد الإيراني في سوريا، يضعف الإمارات إن تدخلت بدمشق خاصة مع اندفاع النظام نحو إيران، لا يمكن المغامرة بخسارة العمق الاماراتي والعلاقات العربية كالسعودية ومصر وحتى اعطاء شرعية للعلاقات بين خصوم الامارات والامارات كقطر و تركيا، إن التواجد الاماراتي في سوريا سيؤدي إلى تشريع التعامل مع إيران، وبالتالي تقوية الجبهة الايرانية وهذا مالا تريده الإمارات والسعودية .
رابعاً، عدم وجود القدرة الشرائية لسوريا، ووجود حواجز للجيش النظام وما يترتب عليه من تكاليف بسبب الترفيق والاتاوات، يجعل أي استثمار غير مجد، إضافة إلى أن معظم الاستثمارات خارج دمشق باتت من نصيب روسيا وإيران، أما داخل دمشق فهي محصورة بالدائرة المقربة من النظام والذي يرفض مشاركة أحد فيها، فضلاً عن أن العقود مع النظام غير ثابتة وهو طرف غير موثوق به، خاصة بعد التخلص من رامي مخلوف الذي كان واجهة اقتصادية موثوقة.
ولا يمكن تجاهل مشاكل لبنان السياسية والاقتصادية و فقدانه لميناء بيروت مما يجعل أي استثمار مكلفاً سواء عن طريق الأردن او ميناء اللاذقية بحركات التفافية لتجاوز العقوبات بغية تأمين مواد اولية وتصدير منتجاته، وحتى الاستثمارات السياحية التي لازال الجميع يخاف من أن يعتقل أو يخطف حتى من غير السوريين .
لذلك كل ما تم تداوله حول بدء استثمارات إماراتية في سوريا جاء نتيجة معرض “إكسبو دبي”، وليس أكثر من حديث إعلامي لصرف النظر عن سوء الوضع المعيشي وفشل خط الغاز الذي كان مزمع تنفيذه، والامارات هي جزء من سلسلة أخبار كاذبة مثل هروب أبو علي خضر، ووجود دعم أممي أو عودة العلاقات مع تركيا، أي أن كل تلك الأخبار تدور في فلك إيهام المواطنين بوجود تحسن قادم في المستقبل.
وكانت مصادر رسمية موالية للنظام قد أشارت أكثر من مرة، خلال الأشهر الستة الماضية، إلى دخول استثمارات إماراتية إلى سوريا، كما ذاعت أنباء تبين لاحقاً عدم صحتها، تشير إلى هروب أبو علي خضر المعروف بـ”حوت المعابر”، فضلاً عن الآمال التي رسمها مسؤولو النظام بشأن تحسن قطاع الكهرباء مع تنفيذ مشروع خط الغاز العربي إلى لبنان عبر سوريا.