اقتصادي – خاص:
يعتزم الاتحاد الأوروبي عقد مؤتمر بروكسل السادس لـ”دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، يومي 9 و10 مايو الجاري، وسط انخفاض التوقعات حول حجم الدعم المادي الذي قد ينتج عنه، إثر انقسام العالم إزاء الحرب الروسية في أوكرانيا، ووصول الملف السوري إلى مرحلة التفاوض.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان يوم الجمعة، إن مؤتمر بروكسل، سيعمل على حشد الدعم المالي الضروري لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المُضيفة لهم في البلدان المجاورة، ومتابعة وتعميق الحوار مع المجتمع المدني، كما سيكون المؤتمرُ الحدثَ الرئيسي لإعلان التعهّدات لسورية والمنطقة في عام 2022.
في حين انتقدت روسيا استبعاد ممثليها من المؤتمر، متهمة كلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بـ”إعاقة تطبيق المشاريع الخاصة في المرحلة المبكرة من إعادة إعمار سوريا”.
ويأتي مؤتمر بروكسل السادس، في وقت يشهد فيه العالم مشاكل معقدة، فالحرب في أوكرانيا غيرت الأولويات وتحتاج تمويل سريع، بينما الحرب السورية بدأت تنتظم وتستقر قوى الصراع فيها، وأصبحت بمرحلة يمكن إداراتها، إذ وصل الملف السوري للمرحلة الرابعة (مرحلة التفاوض) بين سلطتين أو أكثر، وفي هذه المرحلة يبدأ انخفاض الدعم لإجبار القوى على تقديم تنازلات والوصول لحل سياسي.
إن المجتمع الدولي يعاني حالياً من انقسام كبير على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، هذا الانقسام نتيجة مواقف الدول من تلك الحرب، إضافة لتضخم عالمي بالأسعار أدى لنقمة الشعوب على الوضع الاقتصادي، كل هذا انعكس سلباً على القضية السورية واللاجئين، فضلاً عن ارتفاع الأصوات في دول اللجوء، من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وبحسب تسريبات خاصة، هذه آخر سنة يتم فيها تقديم الدعم الملف السوري، نتيجة الاستعصاء بالحل السياسي، والفساد وعدم وجود مأسسة، وعدم التحرك بالملف السياسي، إضافة لتردي الأوضاع المعيشية، واتجاه الدول للامتناع عن استضافة للاجئين، نتيجة لما طرأ من تضخم وعوامل اقتصادية وسياسية.
لقد أدت مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية إلى عدم الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة بتقديم 10 مليار دولار، فقد انتهى مؤتمر بروكسل الخامس بتقديم 6.4 مليار دولار، في حين لم يصل منها إلا 30% فقط، استناداً لأرقام تم إعلانها في الأردن وتركيا وعدة دول أخرى.
وفي خضم ذلك، يحاول النظام استباق الأحداث بإصدار سلسلة قوانين، متل قانون تجريم التعذيب ومرسوم العفو والمصالحات وقانون العودة، للقول بأنه يتجه نحو المصالحة الوطنية واستقبال اللاجئين من أجل اقتناص هذه الأموال، بالمقابل تحاول المعارضة الاستفادة عبر طرح مفهوم التعافي المبكر، لكن عدم وجود خطة واضحة ومأسسة سيجعل المعارضة تعاني تدهوراً، لأن الغرب ينتظر نتائج حقيقية، لكن حتى الآن هذا غير موجود لدى المجتمع المدني، وبالتالي من المتوقع أن تكون هذه السنة صعبة وحاسمة في مسار الملف السوري، لأنه سيتم تقرير مصير الدعم له والحل السلمي بما يشمله من تعافي مبكر وإعادة إعمار والإعمار.