اقتصادي – خاص:
شكك خبير اقتصادي بحقيقة حجم الضرر الذي تعرض له مطار دمشق الدولي إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرج المطار يوم الجمعة 10 يونيو الجاري، مشيراً إلى أن الضربات استهدفت جزء المطار الذي تستولي عليه إيران فقط.
وقال الخبير الاقتصادي يونس الكريم، لمنصة “اقتصادي” إن ما تم تداوله عن حجم الضرر الذي تعرض له مطار دمشق الدولي إثر القصف الإسرائيلي مبالغ فيه، مبيناً أن التدمير طال المطار القديم الذي بات تحت سيطرة إيران، وكل الصور المتداولة هي صور لصالة المطار قديماً قبل 2010.
وأوضح الكريم، إن توقف المطار المدني، جاء نتيجة حجم الانفجار الذي استهدف شحنة أسلحة إيرانية كانت تنقلها عبر مطار دمشق الدولي، والذي أدى بدوره إلى تضرر صالات المطار وتحطم زجاج النوافذ والأبواب وإطاراتها إضافة الى شظايا أصابت المدرج بشكل سطحي يمكن معالجته، لكن يبدو أنه توجد نية إيرانية لتدعيم أماكن تواجدها ضد أي قصف مستقبلي في ظل ارتفاع وتيرة نشاطهم مؤخراً، فقد بات المطار وسيلة أساسية لنقل الأسلحة لإيران وهذا يفسر اقلاع عدد من الطائرات الإيرانية من المطار بلي العسكري الذي يبعد قرابة ٣ كم من مطار دمشق الدولي بعد تاريخ 10 يونيو حين تم الإعلان عن توقيف حركة المطار من قبل النظام والذي يبدو ان هناك اعمال اعادة تدعيم اماكن تواجد ايران لمواجهة القصف المستمر من اسرائيل وانشاء قاعدة عسكرية ولوجستية لايران بالمطار وهو اشبه ما سوف يكون مطار مستقل عن مطار دمشق .
وأعلنت وزارة النقل في حكومة النظام مساء الجمعة 10 يونيو، عبر صفحتها في “فيسبوك“، عن “استهداف البنية التحتية لمطار دمشق الدولي وخروج مهابط الطائرات عن الخدمة حيث تضررت في أكثر من موقع وبشكل كبير، مع الإنارة الملاحية”، مضيفة أن القصف استهدف أيضًا مبنى الصالة الثانية للمطار وتسبب بأضرار مادية، ونتيجةً لهذه الأضرار تم تعليق الرحلات الجوية القادمة والمغادرة عبر المطار حتى إشعارٍ آخر.”
ولفت الكريم إلى تزامن إيقاف حركة الملاحة الجوية مع أزمة نقص المحروقات الشديدة التي تشهدها سوريا.
وحول قدرة النظام على ترميم الأضرار في مطار دمشق، قال الكريم إن الخيارات تنحصر بإعادة ترميم المطارات باستخدام قطع غيار متواجدة في مستودعات، فهذه التجهيزات رغم قدمها إلا أنها تفي بالغرض وتجنب ميزانية الحكومة دفع قطع أجنبي في وقت يعاني فيه النظام من أزمة اقتصادية.
وتحدث الكريم عن إمكانية استخدام قطع من المطارات العسكرية الأخرى والتي أصبح معظمها بيد الإيرانيين، لكن هذا لن يعيد تفعيل المطار كما كان تماماً، وبالتالي قد تنخفض حركة الطيران فيه حتى الداخلية نتيجة الاختلاف التقني بين مطلبات المطارين .
أما عن فرص طرح المطار لإعادة الاستثمار، اعتبر الكريم أن هذا لا يصب في مصلحة النظام، ويؤدي لحرب شرسة بين رجالات مقربين من النظام، لأن هذا الاستثمار يستفيد من مشروع تحويل دمشق لمدينة الملاذ الضريبي.
وأوضح الكريم أن منح طهران فرصة ترميم وتجديد المطار ستكون بمثابة فرصة معلنة لتثبيت تواجدهم العسكري والمدني في المطار، بشكل يشبه ما حدث بميناء طرطوس الذي تستولي عليه روسيا.
وفيما يخص الموقف الروسي من منح طهران ميزات إضافية للتواجد في مطار دمشق أو تشغيل مطار المزة، قال الكريم إن موسكو لن تعارض ذلك لأنها تريد الاستفادة من التواجد الإيراني كورقة ضغط على الأمريكان، كما أنها تحاول الابتعاد عن الاحتكاك مع طهران للمحافظة على الأخيرة كمصدر تهديد لإسرائيل بما يضمن حيادها إزاء الحرب الأوكرانية.
وبخصوص احتمالية تقدم الصين لتنفيذ مهمة الترميم والاستفادة من هذه الفرصة، أكد الكريم أن الصين لا تجد في سوريا أي فرصة استثمارية حقيقية، ولا تريد مناكفة مع الغرب أو أي جهة أخرى كروسيا وايران، وتحاول تحييد نفسها من الملف السوري الشائك، لافتاً إلى أنه من الوارد جداً ان يتم استيراد بعض التجهيزات عبر دبي من الصين.
ورجح الكريم أن يتولى النظام بنفسه مهمة ترميم المطار، تلافياً لدخول صراع مع حلفاءه أو أمراء الحرب، أو بين أجنحة النظام في ظل العقوبات، وعدم جدوى المطار في ظل الخوف من استخدامه كمحطة لتهريب الكبتاغون.
وأكد الكريم إنه لن يتم بناء كتلة أو مدرج جديد، بل إصلاح ما تضرر وهذا لا يتطلب خبرات أجنبية بل يمكن للسوريين أن ينفذوا المهمة، واستيراد التجهيزات من قبل أمراء الحرب يمكن أن يتم عن طريق لبنان، أو العراق خاصة مع التواجد الصيني الكبير في العراق، أما أن تقوم إيران بالاستيراد مباشرة من الصين فذلك مستبعد أولاً لأن بكين تريد الحفاظ على بقاءها خارج الصراع في سوريا، وثانياً أن إيران ستطلب توقيع عقود صريحة من النظام الذي تخاذل معها في مواقف سابقة.
وتعرض مطار دمشق الدولي، خلال السنوات الماضية، لسلسلة هجمات صاروخية وجوية “من الجانب الإسرائيلي”، إلا هذه المرة الأولى التي يخرج فيها المطار عن الخدمة “بشكل كامل”.
وتتهم إسرائيل إيران مرارا بتهريب الأسلحة وأنظمة تطوير الصواريخ من طهران إلى “حزب الله” اللبناني باستخدام رحلات جوية مدنية عبر سوريا.