اقتصادي:
حققت أغنية المطربة الكولومبية شاكيرا والتي حملت عنوان “خارج عالمك” out of your league، أرقاماً قياسية منذ الـ24 ساعة الأولى لطرحها، حيث استخدمت فيها شاكيرا تعبيراً مجازياً تهاجم فيه زوجها السابق لاعب كرة القدم جيرارد بيكيه، بمقولة ” إنها “تساوي 22 عاماً مرتين”، وتقارن العلاقة كمن يستبدل سيارة “فيراري بتوينغو (رينو)” وساعة “رولكس بكاسيو”.
إن استخدام المغنية الكولومبية لاسم علامة شهيرة مثل “كاسيو” بهذا الشكل، فيه نوع من الاستهزاء بساعات “كاسيو”، الأمر الذي يسمح للشركة العريقة في عالم الساعات بمقاضاة شاكيرا، كواحد من طرق الرد، وذلك من بين عدة سيناريوهات محتملة، بعضها تقليدي قد لا يعود بالنتيجة المرجوة، وبعضها مبتكر.
السيناريو الأول والتقليدي للرد على شاكيرا، يتضمن اللجوء للقانون، وهنا سوف تخسر الشركة مهما كانت قيمة التعويض الذي قد تحصل عليه، فهي تثبت نظرة الضعف، وتجعل منها قضية خاسرة، بل وترسخ في الأذهان الصورة التي رسمتها شاكيرا، وتدعوا الناس أكثر لمشاهدة الأغنية، كما تدفع منصات إعلامية للبحث عن عيوب شركة كاسيو، وتصنف هذه الاستراتيجية بأنها هجومية، وتوحي بأن الشركة تتأثر بالإعلانات والمنافسين، وبالتالي سوف تهتز نظرة المستثمرين تجاه الشركة اذ ما أرادت الاقتراض مستقبلاً لتطوير عملها.
الاستراتيجية الثانية، تقوم على صرف المزيد من الأموال على الإعلانات لإظهار ميزات ساعات “كاسيو”، إلا أنه ومع الركود التضخمي واتجاه الناس لاختيار الساعات الذكية، ستكون تلك الإعلانات كمن يدفع النقود للشركات المنتجة للتقنيات الذكية بدلاً عنهم ، فضلاً عن أنها تحتاج إلى الكثير من الوقت، في حين ستواصل الأغنية انتشارها دون أن تخفت، وتندرج هذه الاستراتيجية ضمن الاستراتيجيات الدفاعية، وتحتاج لنجاحها إلى أن تكون “كاسيو” أحد قادة سوق الساعات، إلا أن هذه الشركة في حالة سبات منذ عام ٢٠٠٧، حين أنتجت أنحف ساعة عقاربية على الطاقة الشمسية أي قبل ١٦ عاماً.
أما الاستراتيجية الثالثة، والتي تعتمد على تحويل المخاطر غير المتوقعة إلى مكاسب للشركة، وتسمى بالهجوم من الخاصرة أو مهاجمة الجناح، ، فهي تحاول تذكير الناس من خلال نقاط ضعف الخصوم ، وفي حالة شركة كاسيو ، فإن الذكريات و العواطف اتجاه الماضي في حياة الزبائن هي نقاط القوة لكاسيو وضعف لرولكس، فساعة كاسيو كانت تحمل في طياتها الكثير من السعادة، لكن العواطف والذكريات تعتبر من التعابير الفضفاضة معنوياً وهي حساسة للزمن ، ولابد ان يرافقها حدوث شرارة تدفع لاشعار العواطف ، ويبدو ان الشركة أحسنت باستغلال اللحظة المناسبة من خلال الاستفادة من شهرة شاكيرا_بيكه، فشاكيرا هي المطربة الشهيرة الموصوفة بأنها رائدة الموسيقى التي أوصلت أصوات المطربين اللاتينيين للشهرة العالمية، وبين زوجها السابق جيرارد بيكيه الذي يعد نجماً من نجوم كرة القدم وأحد لاعبي منتخب برشلونة السابقين.
وبالتالي استطاعت كاسيو أن تدارك هذه الثغرة بالشكل الامثل ، فهي الاستفادة من قصة طلاق النجمين وتهمة الخيانة ، لتخرج “كاسيو” من صراعهم على انها نوع من خلاف بين شخصين غير مسؤولين ، خاصة أنها جاءت عد ضجة إعلامية بقصة الممثلان جوني ديب وآمبر هيرد.
كما استطاعت “كاسيو” تطويع الخلاف بين الطليقين الى اطلاق شرارة الحنين لصالح ” كاسيو “، إذ ردت “كاسيو” على شاكيرا عبر حساب الشركة في “تويتر” من خلال نشر صورة للنجمة الكولومبية ترتدي فيها ساعة كاسيو، مع تغريدة تقول: “تذكري أنكِ كنتِ سعيدة عندما كنتِ ترتدين ساعة كاسيو، والآن أنتِ حزينة مع رولكس”، وأضافت التغريدة: مع ساعة كاسيو بإمكانكِ حساب الوقت الذي كنتِ فيه سعيدة.”.
إن هذه الاستراتيجية ستكون بوابة لعودة “كاسيو” إلى السوق من جديد، لكن يبقى السؤال هل ستستفيد من هذه العودة وتقوم بإطلاق منتج تقني جديد يعيد لها الصدارة؟.