التقت قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) مع ضباط أوكرانيين في 1 مايو/ أيار، من أجل تزويدهم بالأسلحة أمريكية حديثة مثل ستينغر ومدفعية إضافة إلى مجموعة من الطائرات دون طيار من نوع AeroVironment Switchblade إضافة إلى صواريخ “غراد”.
وقال مصدر لمنصة “اقتصادي”، إنه من المحتمل نقل الأسلحة الأوكرانية إلى قاعدة الجيش الأميركي في حقل العمر النفطي في دير الزور شمال شرق سوريا.
وأضاف أن هناك مفاوضات بين ” قسد ” وضباط الجيش الأوكراني من أجل تزويدها بمنظومات دفاع جوي وأسلحة غربية نوعية، وذلك لحماية مناطقها شرق الفرات، من أي عملية عسكرية محتملة ضدها، جراء عملية التطبيع التركي مع النظام السوري.
ولفت إلى أن المفاوضات تتم من دون علم الأتراك أو الإسرائيليين، مشيرا إلى أن التسريبات الإعلامية حول معركة محتملة ضد مليشيات إيران غرب الفرات، هي نوع من تشويش لنقل الأسلحة الأوكرانية ل ” قسد “.
وأوضح المصدر أن الاتفاق يشمل تدريب 200 جندي أوكراني بمعسكرات تابعة للإدارة الذاتية، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية نقلت في آذار/ مارس، 150 جنديا أوكرانيا إلى قاعدة ” التنف ” التابعة للتحالف على المثلث الحدودي بين سوريا- العراق- الأردن، من أجل تلقي تدريبات عسكرية.
وفي سياق متصل، قال المصدر إن وفدا من ” قسد ” زار فرنسا خلال أيار/ مايو، بهدف حشد الدعم لها من قبل الغرب ضد أي تحرك عربي محتمل خاصة من قبل الإمارات ودول أخرى تطبع مع نظام الأسد، وترتبط بعلاقة قوية مع روسيا.
وأوضح أن الوفد طلب من ضباط الاستخبارات الفرنسيين تزويدهم بأسلحة لاستخدامها في عملية التصدي لأي هجوم محتمل.
ولهذا الاتفاق تداعيات كبيرة على الملف السوري، حيث سيسرع عملية الصدام بين حلفاء روسيا من جهة، و ” قسد ” وقوات التحالف من جهة أخرى، والتي أكدت أن مهمة قسد مستمرة بالتصدي لفلول تنظيم “داعش” الذي يحاول تجديد بنيته مما يفتح باب جديد لمعاناة السوريين هناك.
كما سيجعل الخيارات أمام تركيا ضيقة، وهذا بطبيعة الحال سوف ينعكس على المعارضة السورية ومناطق غرب الفرات وحتى على مقاربة عداء المعارضة لكل من نظام الأسد و “قسد” التي في حال حصولها على السلاح قد تصعد من خطابها للمطالبة بفدرالية إقليم إدارة ذاتي.
كما أن التزام دفع “قسد” للأوكرانيين ثمن السلاح، مما يعني محاولة من الرئاسة الأمريكية تجاوز للكونغرس الأمريكي في دعم أوكرانيا عبر هذه المنطقة، وبالتالي قد يؤثر على دعم الولايات المتحدة لساسات الحل السورية وخاصة سياسة معاقبة الأسد مما ينذر بتحول المنطقة إلى سوق سلاح علانية.
حتى أن الامر قد يشرع علمية التجنيد التي تقوم بها روسيا بتنسيق من حكومة نظام الاسد وهو ما سوف يؤثر على السلام الهش الحالي ويقضي أي أمل بإصلاح اقتصادي ممكن لأنه يستنزف ما تبقى من موارد مالية وبشرية التي تدعم هذا الامل.
ومن المحتمل أن تكون موافقة أوكرانيا المحتملة على تزويد “قسد” بالأسلحة، هي جزء من خطة سابقة “لكييف” لمهاجمة القوات الروسية في سوريا.
وكانت وثيقة استخباراتية أميركية مسربة قد كشفت عن وجود تخطيط من قبل المخابرات العسكرية الأوكرانية من أجل ضرب القوات الروسية ومجموعات “فاغنر” التابعة لها في سوريا، وذلك عن طريق تدريب “قيد” وتزويدها بالطائرات المسيرة والأسلحة.
وبحسب الوثيقة، فإن “قسد” سعت إلى التدريب والحصول على أنظمة دفاع جوي وضمان أن يبقى دورها سرا مقابل دعم العمليات الأوكرانية، مشيرة إلى أنها رفضت شن ضربات على مواقع روسية في مناطق الإدارة الذاتية.
وتؤكد الوثيقة أن تركيا كانت على علم بالتخطيط، إلا أن المسؤولين الأتراك “سعوا لتجنب رد فعل محتمل”، واقترحت أن تشن أوكرانيا هجماتها من مناطق قيد بدلا من تلك الموجودة التي تسيطر عليها قوات المعارضة المدعومة من قبل أنقرة شمال غرب سوريا.
وأشارت إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير ويلينسكي أوقف التخطيط للعملية في كانون الأول/ ديسمبر 2022، لكن الوثيقة المسربة توضح بالتفصيل كيفية تقدم التخطيط وكيف يمكن أن تستمر هذه الحملة إذا أعادت أوكرانيا إحياءها، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.