بالتعاون مع الشرق نيوز
يبدو أن ارتدادات الحرب على غزة قد بدأت تتسارع في المنطقة، ولم تنفع التطمينات التي قدمها الأمريكان عبر نشر قواتهم العسكرية في المنطقة للإسرائيليين من عدم سماحهم بتوسيع دائرة الحرب، ولا عدم تدخل حزب الله اللبناني بشكل مباشر في المعركة , ولا فتح جبهة الجنوب السوري حتى الآن وعدم تحريك جبهة الجولان في منع الطيران الإسرائيلي من استهداف مواقع لحزب الله اللبناني في سورية التي غدت صندوق بريد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
الموقف الإيراني
يبدو أن التصريح الإيراني الذي جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والذي قال فيه أن سلطات بلاده أبلغت الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبتها في تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا مايتناقض مع تصريحات اسماعيل قآني المعني الأول بإدارة الجناح العسكري وقائد فيلق القدس بعيداً عن سيطرة الحكومة الإيرانية حيث أشار بمعرض حديثه عن كتائب القسام أنهم “سيقومون بكل ما يجب فعله في هذه المعركة” ، وفي السياق ذاته ذكر حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني في 15 نوفمبر متوعداً إسرائيل بهجمات أخرى على غرار هجوم «حماس» في 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي.
وقال: «مثلما تلقى العدو ضربة لم تكن في الحسبان، عليه أن ينتظر طوفانات أخرى، بطرق غير متوقعة»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ”الحرس الثوري” وهو ما يشير الى تصريحات هذه الاطراف قد تترجم على الأرض السورية عسكرياً.
تصعيد إسرائيلي
التصريحات الإيرانية إضافة للرسائل الأمريكية التي بدت واضحة من خلال الحشد العسكري وذلك بعد التصعيد الكبير في غزة دعماً لإسرائيل وضبطاً لأي محاولة تصعيد أو إنفلات في المنطقة لم تقنع حكومة نتنياهو, حيث زادت وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية لمواقع حزب الله جنوب لبنان وفي سوريا حيث تم استهداف مواقع للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله.
تفاصيل استهداف مقرات حزب الله جنوب العاصمة السورية دمشق
يعد الهجوم الأخير هو الأبرز لمقرات حزب الله في سوريا منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الاول وفي تفاصيل الهجوم .
شنت الطائرات الإسرائيلية غارات ليلية بعد منتصف يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الساعة الثانية والنصف فجراً قادمة من اتجاه الجنوب السوري استهدفت مواقع لحزب الله اللبناني جنوب العاصمة السورية دمشق في منطقة السيدة زينب، أطلقت من خلالها عدة صواريخ جو-أرض من طراز دليلة Delilah وهو صاروخ كروز مطور تستخدمه الطائرات الإسرائيلية.
أبرز المناطق المستهدفة:
.1-مقر قيادة الوحدة 190 ومستودع أسلحة يتبع لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بمنطقة نجها جنوب العاصمة دمشق.
2-مقر عسكري يتبع وحدة الهادي التابعة لحزب الله اللبناني على أطراف بلدة الغزلانية قرب مطار دمشق الدولي جنوب العاصمة دمشق ، إضافة الى موقع عسكري يتبع لحزب الله بمحيط مطار دمشق الدولي , والذي وصلت إليها قوة من الوحدة 313 الإيرانية قادمة من مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية لاستكمال طريقها إلى الجنوب السوري .
أسباب الاستهداف المباشرة
لم تكن الوحدة 313 هي الوحيدة المتجهة نحو الجنوب السوري، بل تزامن ذلك مع وصول مجموعة من المستشارين العسكريين التابعين لوحدة الهادي بحزب الله إلى مقر الوحدة قادمة من لبنان، تمهيداً لنقلهم إلى معسكر كريم الشمالي بمنكقة اللجة بريف درعا الشرقي الخاضع لسيطرة حزب الله ، وهي المرة الثانية التي يصل استشاريون رفيعو المستوى الى سورية بعد وصول 12 عسكري من الحرس الثوري في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الى دير الزور لتقييم المخاطر حول قواعدهم العسكرية في سورية .
وحسب مصادر خاصة فإن سبب استهداف مقر الوحدة 190 جاء على خلفية نشاطهم في تسليم منظومات دفاع جوي ورادارات لقوات النظام السوري، إضافة لنقل أسلحة إلى الجنوب السوري، والتي طلبها النظام من إيران في وقت سابق من العام الحالي بعد تزايد الهجمات الإسرائيلية على مطاري دمشق و حلب .
كذلك وصول أسلحة الى قوة الهادي التابعة لحزب الله بمنطقة نجها ، بُعيد وصول شحنات من الأسلحة والصواريخ الإيرانية الأسبوع الفائت من مستودعات تدمر ومستودعات مهين الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري، والذي يشير الى حجم توغل المليشيات الإيرانية داخل قوات ومليشيات نظام الأسد التي تستخدم مخازنه لتخزين أسلحتها.
احتوت شحنات الأسلحة على عدة أنواع قصيرة ومتوسطة المدى منها:
-منصات إطلاق صواريخ إيرانية الصنع قصيرة ومتوسطة المدى حديثة.
-صناديق فيها صواريخ “Grad” وصواريخ موجهة خاصة بالطائرات الهجومية المسيرة .
-صواريخ مضادة للدبابات من طراز غدير.
-صواريخ مجهزة بتكنولوجيا التوجيه الشامل تعمل بأشعة الليزر الفاتح 110s و فاتح 110.
-صناديق ذخيرة خاصة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
-صناديق فيها قنابل ذكية ذات توجيه دقيق بأشعة الليزر هيرز اي نوهوم” (“يا زهراء”).
-صواريخ قصيرة المدى من طراز من الفجر و صواريخ محمولة على الكتف اربي جي 29.
وقد سبق الاستهداف الإسرائيلي تحليق لطيران الاستطلاع الإسرائيلي في الأجواء السورية حيث لوحظ استمرار تحليقه بأجواء دمشق والجنوب السوري طيلة الأسبوع الفائت.
ونتج عن الإستهداف الإسرائيلي عدة انفجارات أدت إلى مقتل 8 عناصر من حزب الله بينهم قياديين إثنين إضافة لجرح أكثر من 12 عنصر من الحزب تم نقلهم إلى مشفى الإمام الصدر بمنطقة السيدة زينب جنوب دمشق.
يتزامن هذا التصعيد على الأرض السورية مع تحرك أوربي لإدانة نظام الأسد من خلال محاكمه المحلية و الدولية , إضافة الى الفتور العربي خلال زيارة الأسد الى الرياض,مما يرجح احتمالية قيام إسرائيل بمزيد من الهجمات لتفكيك أي احتمالية لتوحيد الساحات مجدداً .
فهل يستخدم الاسد الحبهة الجنوبية للضغط الدولي ليكون احد الاطراف التي تتفاوض لحل الصراع في غزة مما يعيد تعويمه بعد البرود العربي بالتعاكي معه ضمن القمة التي اقيمت بالرياض؟