الرئيسية » إلى أين سيصل سعر البيتكوين؟.. خبراء يكشفون عن شهرين حاسمين ستتحرك بنوك وتولد أنظمة

إلى أين سيصل سعر البيتكوين؟.. خبراء يكشفون عن شهرين حاسمين ستتحرك بنوك وتولد أنظمة

بواسطة يونس الكريم

جهاد عبد الله

لو كنتَ تملكُ 11 بيتكوين عام 2010، وحينها كانت تساوي أقلّ من نصف دولارٍ أمريكي، فإنّ ثروتَك اليوم ستكون قد تجاوزت مليون دولارٍ أمريكي. حيث تدرجت هذه العملة المشفرة خلال سنوات لتصل لأرقام تاريخية، وشهدت قفزات صعوداً وهبوطاً، وآخرها ما حصل خلال الأسابيع الأخيرة من ارتفاعٍ قياسي.

لكن ارتباطَ قفزتها الأخيرة بفوز دونالد ترامب بفترةٍ رئاسية جديدة سلَّط الضوء على عواملَ اقتصاديةٍ جديدةٍ سيشهدها العالم خلال أربع سنواتٍ قادمة، وهو ما تطرَّق إليه عددٌ من الخبراء .

سلسلة ارتفاعاتٍ تاريخيةٍ بسعر البيتكوين

شهدت البيتكوين ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تجاوز سعرُها حاجزَ 92,800 دولارٍ أمريكي بعد تسجيل مكاسبَ تجاوزت 6.38% خلال الأسبوع الماضي و35.61% خلال الشهر الماضي.

هذه القفزة تأتي وسطَ زيادة الاهتمام المؤسسي بالعملة المشفّرة وارتفاع الطلب عليها كملاذٍ آمن، خاصةً مع مخاوف الأسواق العالمية من التضخم وتغير السياسات النقدية.

العملةُ شهدت تداولاتٍ نشطةً جدًا في الفترة الأخيرة، مع تسجيل أحجامِ تداولٍ يوميةٍ بلغت مئاتِ الملايين من الدولارات. هذه الارتفاعات دفعت البيتكوين للعودةِ بقوةٍ إلى دائرة الضوء باعتبارها من بين أفضل الأصول أداءً في الأسواق المالية.

ما علاقةُ فوزِ ترامب بارتفاع البيتكوين؟

تزامن ارتفاع البيتكوين والعملات المشفّرة مع الانتخابات الأمريكية، التي فاز بها المرشّح الجمهوري دونالد ترامب، وعاد إلى سدّة الحكم في البيت الأبيض مرةً ثانية، على حساب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

يقول المحلّل والخبير الاقتصادي يونس الكريم: “من أهمّ العوامل التي جعلت البيتكوين يرتفع هو تصريحٌ لترامب عندما تعهَّد أن يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية مركزًا للتعدين. هذا ما جعل البيتكوين العملة الأكثرَ ثقةً، وبالتالي زاد الطلبُ عليها ورفع سعرَها. إضافةً إلى ذلك، وصولُ الملياردير إيلون ماسك إلى الإدارة الأمريكية عزَّز من ثقة المتداولين، لا سيما أنه يدعم بعضها”.

ويضيف: “أضف إلى ذلك أنّ وصولَ ترامب إلى الحكم، تزامنًا مع ارتفاع حدة التوترات بالعديد من الملفات في الشرق الأوسط وأوكرانيا وملفّ الصين وملفّ إيران، جعل من تلك العملات يزداد الطلبُ عليها”.

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي نايل الجوابرة: “سبب ارتفاع البيتكوين سياسيٌّ أكثرَ منه اقتصادي. وصولُ ترامب للحكم هو السببُ الأساسي، حيث ينظر إليه كداعمٍ لهذه العملات، وهو يملك إحدى تلك العملات التي قام بطرحِها قبل أشهر. ما يُنتظر منه هو الدفع والدعم لهذه العملات في سياساته الاقتصادية القادمة خلال أربع سنوات”.

أما المهتمُّ بسوق العملات الرقمية وأحد المتداولين فيها، فارس المغربي، فيقول: “ارتفاع البيتكوين بعد فوز ترامب يعود لتوقُّعات المستثمرين بأنّ سياساتِه ستدعم الأسواق المفتوحة والابتكار. كما أن تخفيف القيود المحتمل يخلق مناخًا إيجابيًا للأصول الرقمية، بالإضافة إلى أن حالةَ عدم اليقين السياسي تدفع المستثمرين نحو أصولٍ بديلةٍ مثل البيتكوين”.

ويضيف: “تصريحاتُ ترامب الداعمة تزيد الثقة لدى المستثمرين، خاصةً المؤسسات الكبرى، مما يؤدي إلى تدفُّقاتٍ استثماريةٍ قوية. كما أن إشاراتِه السياسية الإيجابية تشجّع الابتكار في هذا المجال، وغالبًا ما تؤدي التصريحات المؤثرة إلى ارتفاعاتٍ مؤقتةٍ في أسعار البيتكوين”.

تغييراتٌ في سوق المال العالمي

يؤكّد الخبراء أنّ الفترة القادمة ستشهد تغييراتٍ في التعامل مع العملات المشفّرة في أسواق المال. وقد نشهد أنظمةً جديدة، وطرحَ عملات، وربما بعضها سيكون رسميًا في البنوك المركزية لبعض الدول.

يقول الكريم: “ترامب تحدَّث عن وضع العملات الرقمية برؤيته الاقتصادية للبلاد، وبالتالي فإنّ العديد من الدول ستتّجه لدعم ومحاباة هذه السياسة. وهو سببٌ آخرُ لارتفاع العملة، وهناك احتمالية أن يدعم البنك المركزي الأمريكي البيـتكوين، وهو ما سيسهم بالمزيد من الثقة بهذه العملة الرقمية”.

ويضيف: “البيتـكوين لن يكون من الأصول الاحتياطية، لكنه أصبح عنوانًا كبيرًا يمثل العملات الرقمية. ويتوقّع أن تنشأ المزيد من تلك العملات في عهد ترامب وتكون قوية وذات ثقة”.

أما الجوابرة، فيقول: “يتوقّع أن يكون هناك تغييرٌ في الأنظمة للعملات المشفّرة خلال الفترة القادمة. حيث يُعرف عنها الآن أنها نظامٌ لا مركزي، لكن قد تتغيّر وترتبط بشيءٍ ما كقيمة وعدد. وينتظر شهر يناير عند استلام ترامب بشكلٍ رسمي، حيث يتوقّع أن تكون قد تجاوزت قيمة البيـتكوين 100 ألف دولار. هذا عاملٌ نفسي لقيمة هذه العملة، وعندها يُنتظر كيف سيكون شكل إدراج هذه العملات وتخزينها وإنتاجها”.

إلى أين ستصل قيمة البيتكوين؟

تجاوزت البيـتكوين حاجز 90 ألف دولار وهي تقترب أكثرَ من 100 ألف دولار، في رقمٍ تاريخي. لكن إلى متى سيستمر هذا الصعود؟

يقول فارس المغربي: “استمرار الارتفاع يعتمد على استمرار السياسات الداعمة وزيادة الطلب المؤسسي. والعوامل التي تدفع الأسعار تشمل تبنّي الشركات الكبرى، ضعف الدولار الأمريكي، وتوسُّع استخدام تقنيات البلوكشين. مع الإشارة إلى أن ارتفاع البيـتكوين ليس مرتبطًا فقط بفوز ترامب أو دعمِه للعملات المشفّرة، بل هناك عواملُ أساسية، وسياسةُ ترامب ما هي إلا محفز لها”.

ويضيف: “سوق العملات المشفّرة الآن يعيش في دورته السعرية الممتدة لأربع سنوات عقب كلّ انقسام. والوقت الآن مثالي لتشكيل قمةٍ جديدة وبدء ما يُعرف بالـ (بول ران) أو السوق الصاعد للعملات الرقمية، والتي يتم فيها تحقيق قممٍ جديدة لفترةٍ تمتد لقرابة العام. وحتى الآن، البيـتكوين لم يحقّق قمتَه الجديدة وما زال في بداية الطريق”.

لا تخلو من المخاطر!

يؤكّد الخبراء أن هناك مخاطرَ حقيقية فيما لو لم تُطبَّق الوعود من ترامب ولم يحدث التغيير المنتظر في الأسواق.

ويقول المغربي: “عدم تنفيذ السياسات المتوقعة قد يؤدي إلى تذبذب الأسعار وفقدان ثقة المستثمرين. كما أن غياب الدعم قد يدفع نحو قيودٍ تنظيمية أكثر صرامة، مما يُضعف السوق الرقمية، وهو ما اعتاد عليه سوق العملات المشفّرة حيث يُعتبر من الأسواق الأكثر تذبذبًا، وكغيره من أسواق المال يتأثر بالسياسات والأحداث في العالم”.

أما الكريم، فيشدد على أن هناك ثلاث مخاطر على الاقتصاد إذا لم تُنفَّذ السياسات المتوقعة بشأن البيـتكوين:

1. سيخسر البنك المركزي الأمريكي الثقة.

2. سيخسر ترامب مصداقيتَه.

3. سينشأ حلفٌ يقوم بسياسات مقاومة لترامب، يمكن أن يكون من حلف “بريكس” أو بقيادة الصين، وهو ما سيسبب الكثير من المشاكل الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية.

نماذج رائدة

يتحدث فارس المغربي عن خطواتٍ قامت بها العديد من الدول تُعتبر رائدة في هذا المجال.

ويقول: “ارتفاع البيتكوين قد يجذب استثماراتٍ عالمية ضخمة نحو العملات الرقمية، مما يؤثر على استقرار العملات الورقية، خاصةً في الدول ذات الاقتصادات الضعيفة. كما أن هناك دولًا بدأت بالفعل بتبنّي العملات الرقمية مثل السلفادور، التي اعتمدت البيتكوين كعملةٍ رسمية. وهذا قد يشجّع دولًا أخرى على اتخاذ خطواتٍ مشابهة”.

ويضيف: “أما في دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات، فقد تم إطلاق مبادراتٍ لتعزيز استخدام العملات الرقمية وتقنيات البلوكشين، مما يجعلها رائدةً في هذا المجال. وقد تصبح هذه التجارب نماذجَ يُحتذى بها لتعزيز الابتكار وجذب الاستثمارات”.

تاريخ التقلبات في البيتكوين

منذ ظهور البيتكوين عام 2009، تميزت هذه العملة الرقمية بتقلبات حادة في قيمتها، جعلتها محط أنظار المستثمرين والمتابعين على حد سواء، وشهدت البيتكوين محطات تاريخية من الارتفاعات القياسية والخسائر الكبيرة التي تأثرت بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية.

أهم الارتفاعات التاريخية لسعر البيتكوين

1. أول صعود ملحوظ (2011)

في عام 2011، ارتفع سعر البيتكوين لأول مرة من أقل من دولار إلى حوالي 31 دولارًا، مدفوعًا بازدياد وعي الناس بها كعملة رقمية جديدة.

سرعان ما انهارت الأسعار إلى حوالي دولارين، مما شكل أول تجربة لتقلباتها الحادة.

2. الارتفاع الكبير في عام 2013

شهدت البيتكوين في عام 2013 صعودًا قياسيًا عندما وصلت إلى 1200 دولار لأول مرة.

عزز هذا الارتفاع اهتمام الإعلام والمستثمرين، خصوصًا مع ظهور بورصات متخصصة مثل Mt.Gox.

لاحقًا، هبط السعر بشكل حاد بسبب إغلاق البورصة المذكورة واتهامات بعمليات احتيال.

3. الطفرة التاريخية في 2017

يعتبر عام 2017 عامًا محوريًا في تاريخ البيتكوين، حيث ارتفع سعرها من حوالي 1000 دولار في يناير إلى 20,000 دولار في ديسمبر.

كان هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة الإقبال من المستثمرين الأفراد، وإطلاق عقود البيتكوين المستقبلية في بورصات عالمية.

4. الارتفاع القياسي في 2021

وصلت البيتكوين إلى مستويات غير مسبوقة في نوفمبر 2021، حيث تجاوزت قيمتها 69,000 دولار.

جاءت هذه الطفرة نتيجة عوامل عديدة، منها:

  • ازدياد الاعتراف المؤسسي بها (مثل استثمار شركات كبرى كـ Tesla).

  • الاعتماد على تقنية البلوكشين في القطاعات المالية والتكنولوجية.

  • طباعة كميات كبيرة من النقود من قبل البنوك المركزية خلال جائحة كورونا، مما عزز البحث عن أصول بديلة.

أهم الخسائر القياسية

1. الانهيار بعد صعود 2013

بعد وصول البيتكوين إلى 1200 دولار، هبط السعر إلى أقل من 200 دولار في عام 2015، متأثرًا بأزمة بورصة Mt.Gox.

2. انفجار الفقاعة في 2018

بعد الطفرة الكبرى في 2017، انهار سعر البيتكوين في عام 2018 إلى حوالي 3200 دولار، ما أطلق عليه “انفجار فقاعة العملات الرقمية”.

وتأثرت الأسواق بحملات تنظيمية عالمية ضد العملات الرقمية، خاصة في الصين وكوريا الجنوبية.

3. التراجع بعد ارتفاع 2021

بعد وصولها إلى 69,000 دولار، عانت البيتكوين من هبوط حاد في عام 2022، لتصل إلى حوالي 16,000 دولار.

كان هذا التراجع نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، وانهيار منصات تداول كبيرة مثل FTX.

العلاقة بين البيتكوين والأحداث السياسية العالمية

1. الأزمات الاقتصادية والمالية

غالبًا ما ارتبطت ارتفاعات البيتكوين بأوقات الأزمات الاقتصادية، حيث يلجأ المستثمرون إليها كـ “ملاذ آمن”.

على سبيل المثال، شهدت ارتفاعات ملحوظة خلال أزمة الديون الأوروبية 2011 وأزمة كورونا 2020.

2. السياسات النقدية للبنوك المركزية

أي توجه لتخفيف السياسات النقدية أو طباعة الأموال يؤدي إلى تعزيز الطلب على البيتكوين باعتبارها مقاومة للتضخم.

في المقابل، رفع أسعار الفائدة عالميًا، كما حدث في 2022، أثّر سلبًا على قيمتها.

3. الصراعات الجيوسياسية

ارتفعت البيتكوين خلال الصراعات العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا عام 2022، حيث استخدمت كوسيلة لتحويل الأموال بعيدًا عن الأنظمة التقليدية.

4. التنظيمات الحكومية

التأثير السياسي كان واضحًا مع قرارات دول مثل الصين بحظر تعدين البيتكوين، مما أدى إلى انهيارات كبيرة في الأسعار، مقابل تشريعات داعمة في الولايات المتحدة وأوروبا.

المقالة منشورة على موقع  وكالة “ستيب نيوز”.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة