الرئيسية » ما تأثير استمرار عمل شركة الفاضل للحوالات المالية على سوريا؟
الجريدة الرسمية السورية، العدد 33ّ/2ّ0 أب لعام 2015

ما تأثير استمرار عمل شركة الفاضل للحوالات المالية على سوريا؟

بواسطة Younes

اقتصاديخاص:

تعتبر شركات الحوالات المالية بالوقت الراهن العصب الذي يمد البنك المركزي وحكومة نظام الأسد بالقوة بور شبيه لما حصل مع الحكومة النظام الاسد أبان الازمة الثمانيات المالية والتي تعترف بها الخطة الخمسية الخامسة (1980-1985) ، على الرغم ان ذلك الدور تحجم بالسنين التي تلت الثمانيات لتصبح أداة من أدوات البنك المركزي بإرساء السياسة المالية وخاصة خلال فترة حكماديب ميالةللبنك المركزي ، لكن من جهة أخرى بقيت لشركة الحوالات دور خفي كأداة لنقل الأموال وان كان بشكل غير مباشر بين الغرفة المالية للقصر الجهوري و بين حسابات ببنوك دولية  منتشرة بعواصم عربية واجنبية، لكن كان بتك الفترة يقوم بها عراب الصرافةزهير سحلولالذي يعتبر شيخ الكار. 

لكن مع بداية العام الثاني بالثورة بدا اسم زهير سحلول يطرح بقوة كممول الالة القمع العسكرية لحكومة النظام السوري و ظهور العقوبات الدولية عليها، جعل الرجل يتراجع عن دوره لصالح شركات  بدأت تتأسس لتصبح فيما بعد من يملى فراغ غياب شيخ الكار، وان كنت اعتقد ان هذا الغياب شبيه لغياب رامي مخلوف عن الساحة الاقتصادية هو شكلي لا اكثر لكن يحتاج الامر الى مزيد من البحث الذي نعمل عليه ، من هذه الشركات ، شركة الفاضل 

بدايات تأسيس شركة الفاضل 

أن الأهتمام ببداية تأسيس يساعد  في فهم الهدف من هذه  انشاء الشركة و وحتى فهم سياق الاحداث المستقبلية و التنبوء بدور الشركة بالأحداث التي تعصف بساحة عملها و من يقدم الدعم لها ولماذا؟ . 

 تأسستشركة الفاضل للصرافةعام 2010 من قبل فاضل معروف بلوي، وتعتبر شركة الفاضل شركة مساهمة محدودة خاصة كإجراء تحايلي لا أكثر لأجل  توسع أعمالها ولأجل سهولة العمل  في خارج سوريا، لكن من الاسم التجاري لها نجد انها أقرب ماتكون لشركة الأشخاص،  وهو نمط معروف بسوريا،  اكثر من يستخدم هذا النوع هم العائلات  لأجل الثقة و الولاء واقتصار الإدارة عليهم ، وهذا ا ما حدث،  حيث تمت أدارتها من قبل فاضل وأشقائه، ما لبث أن انخرطت الشركة  بأعمال دعم و تمويل النظام الاسد ، ثم زاد دعمها عبر مساعدة نظام الاسد  في عمليات غسيل أموال المخدرات، الأمر الذي دفع بوزارة الخزانة الأمريكية متمثلة بمكتبها مكتب أوفاك إلى إدراجها على قائمة العقوبات في 30 مايو عام 2023 . 

تم ترخيصشركة الفاضلبموجب قرار صادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة برقم 3159 تاريخ 29 شباط/ فبراير 2010 ، وقرار مجلس النقد والتسليف رقم 626/م ن/ب 4 تاريخ 19 حزيران/ يونيو 2010، براس مال 800 الف دولار  وذلك لممارسة أعمال الصرافة، وبناء على الترخيص تم إيداع نسبة 25% من رأس مال الشركة في الحساب المصرفي الخاص بها في مصرف سورية المركزي، وتم تجميد هذه الأصول الاحتياطية وفق أحكام القانون رقم /24/ لعام 2006، لكن البنك المركزي عبر موقعه الى انه تم ترخيص أيار 17 أيار 2015 تحت رقم 1311 ل أ ! وهو يتماشى مع الجريدة الرسمية الذي أشارت الى هذا التعديل ، وكثير من الشركات عدلت تراخيصها بهذا العام .

ويشير مصادر المعلومات الى أنه عند التأسيس الشركة تم لقاء جمع بين  مؤسس الشركة فاضل معروف بلوي و الدكتور أحمد موسوي سفير إيران بدمشق، وذلك في السفارة الإيرانية بدمشق عام 2010، بترتيب وتحضير من قبل والد زوجة بلوي وهو الشيخ يحيى زم أحد رجال الدين الشيعة في قرية نبُّل، (حالياً هو مدير جمعية المصباح الخيرية لرعاية الأيتام) ، حيث تم نقاش حوا تحويل الأموال من إيران إلى سورية، لاجل دعم رجال الدين الشيعة البارزين في سورية، إضافة الى نقل الأموال المخصصة للمشاريع الإيرانية في سورية وهو الهدف من التأسيس. 

استمر عمل الشركة في أواخر عام 2011، تطور ليضاف إليه تحويل الأموال الإيرانية لدعم الأعمال العسكرية والأمنية، حيث قامت بنقل جزء من الأموال النقدية لاستخدامها من قبل الحرس الثوري الإيراني ،  على التوازي مع نقل الأموال الإيرانية إلى سورية لدعم النشاطات الثقافية والدينية، وبناء الحسينيات بشكل أوسع، وتمويل تشيع المقاتلين المحليين المنتسبين للميليشيات الإيرانية، وتمويل شراء العقارات والولاءات في مؤسسات النظام، فضلاً عن عملها على تحويل ملايين الدولارات من سورية إلى إيران مقابل شحنات النفط الإيراني. 

علاقة شركة الفاضل مع ايران ومليشياتها بالصراع السوري

قامتشركة الفاضل للصرافة والحوالات الماليةمنذ نشأتها بالاعتماد على علاقاتها مع إيران، إلا أنها مع مرور الوقت، أسست علاقات قوية في النظام السوري وحزب الله، حيث حصلت الشركة عام 2015 على دعم أسماء الأسد للتحول إلى شركة مساهمة مغفلة خاصة، واعتمدت أسماء على الشركة بتحويل جزء من أموالها إلى أوروبا وإيداع تلك الأموال بأسماء شركات خاصة بها في بريطانية وفرنسا وإسبانيا، وذلك من خلال تعاون الشركة مع الدكتور رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، إلا أن خلاف أسماء الأسد مع إيران أدى لتوقف هذا التعاون مع الشركة بداية عام 2017. 

وبمجرد تحول الشركة إلى مساهمة مغفلة خاصة، بدأت بالعمل على تهريب أموال الضباط ورجال الأعمال السوريين إلى لبنان، وإيداعها في البنوك اللبنانية بالتعاون مع رياض سلامة حاكم مصرف لبنان. 

وكانت من أهم العمليات التي قام بها النظام عبر شركة الفاضل، تحويل الأموال إلى شركات تجارية بجمهورية القرم، مقابل عمليات شراء مادتي الإيزوبروبيل والديميتيلامين (Isopropyl – Dimethylamine)  بموجب صفقات تم إبرامها مع عدة شركات دوائية سورية وهمية، بإشراف مباشر من قبل اللواء بسام مرهج الحسن مدير المكتب الأمني والعسكري في القصر الجمهوري 

دور شركة الفاضل في سياسة النقدية

كان للشركة دور كبير في دعم مصرف سورية المركزي، وضخ القطع الأجنبي له بداية عام 2017 بطلب من النظام. وكذلك الأمر بتحويل ملايين الدولارات منذ عام 2021 إلى حسابات المركزي السوري. 

ولعبت كذلك شركة الفاضل دوراً هاماً في دعم النظام للتحايل على العقوبات الأوربية والأمريكية، وساهمت بتأسيس شركات غير مدرجة على قوائم العقوبات، عملت لصالح النظام في نقل وتحويل الأموال. 

كما كان للشركة دور في إصدار قرار رقم /1070/ الصادر عن مصرف سورية المركزي عام 2021، لتمويل شركات الصرافة المرخصة عمليات الاستيراد للتجار، وقامت الشركة استناداً للقرار بتمويل عمليات تجارية مقابل نسبة قدرها 18 % يحصل عليها مصرف سورية المركزي، وفي تلك العمليات قامت الشركة بتبييض أموال مخدرات خاصة بحزب الله اللبناني. 

وهناك علاقة متينة بين مدير الشركةبلويوكل من وسيم الأسد وحافظ منذر الأسد، وبناء على ذلك عملت الشركة على نقل أموال لهما من أوروبا إلى سورية، وخصوصاً من إيطاليا، وهذه الأموال هي ثمن شحنات مخدرات. 

وامتدت علاقة شركة الفاضل للتوثق أكثر مع حزب الله اللبناني خاصة في بداية 2017، وفق استراتيجية عمليات غسيل أموال الحزب المرتبطة بالاتجار بالمخدرات في أوروبا وأمريكية الجنوبية، وذلك من خلال فتح اعتمادات في عدة بنوك بأسماء تجار سوريين، بعضهم مقيم في سورية وبعضهم الآخر في أوروبا وأمريكية الجنوبية، لتمويل  العمليات الاستيراد الخاصة  للمواد الأولية التي تدخل في صناعات المواد الغذائية و أخرى  المواد تتعلق في صناعات الأدوية وغيرها ، مستخدمين أموال المخدرات الخاصة لحزب الله، في علاقة مصلحية متبادلة ،تسهل الفاضل للتجار السوريين تأمين العملة الأجنبية وبكميات كبيرة واسعار خاصة في الخارج، ومن جهة أخرى تساعد الحزب في غسيل أموال المخدرات ونقلها إلى سوريا، ويتم نقلها بعد ذلك إلى لبنان. 

وبناءً على هذه العمليات قام مدير الشركةبلويباقتراح مشروع تمويل عمليات استيراد التجار عبر شركات الصرافة على حازم يونس قرفول حاكم مصرف سورية المركزي، (هناك علاقة متينة بين بلوي وقرفول، وبلوي هو الذي رشح قرفول لإيران التي قامت بالضغط على النظام لتسميته حاكماً لمصرف سورية المركزي). 

ومنذ عام 2019، بدأت الشركة بفتح حسابات بأسماء أشخاص يعملون فيها، في بنوك بعدة دول، عقب خلاف مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأهم تلك البنوك: 

بنك “Banco de Sabadell” في مدينة أليكانتيإسبانيا 

بنك “Intesa Sanpaolo” في مدينة تورينوإيطالية 

بنك “National Bank of Greece” في مدينة أثينااليونان 

بنك   “Raiffeisenbank Zürich”في مدينة زيورخسويسرا 

بنكالإمارات دبي الوطنيفي الإمارات 

كما لدى الشركة عدة حسابات بنكية أخرى في أوروبا وأمريكية الجنوبية. 

ما تأثير بقاء شركة الفاضل في السوق الصرافة السورية؟

وفي 30 أيار/ مايو 2023، أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عن إدراجشركة الفاضلعلى قائمة العقوبات، بتهمة المساعدة بشكل سري للنظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد وحليفيهحزب اللهوفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حتى يتمكنوا من المحافظة على قدرتهم على الوصول إلى النظام المالي العالمي في انتهاك للعقوبات الدولية. 

وتضمنت اتهامات الخزانة الأمريكية، أنشركة الفاضلسهلت عمليات تحويل بملايين الدولارات منذ العام 2021 لحسابات في مصرف سورية المركزي، وأن حزب الله استخدم الشركة لتحويل أموال من دول أخرى في المنطقة إلى سوريا، حيث تقوم الحكومة السورية وحزب الله بجمع العملة الصعبة في مدن خارج سوريا ثم يستخدمان شركة الفاضل للحوالات المالية لتحويل هذه الأموال إلى مصرف سورية المركزي. وقد سهلت الفاضل للحوالات المالية أيضا حتى منتصف العام 2021 الدفعات من نظام الأسد إلى محمد قاسم البزال، وهو المسؤول المالي في حزب الله ومدرج على لائحة العقوبات من قبل الولايات المتحدة، وذلك مقابل شحنات من النفط الإيراني. 

وقالت وزارة الخزانة أن ثلاثة أشقاء يملكون شركة الفاضل للحوالات المالية ويشغلونها، وهم فاضل معروف بلوي (فاضل بلوي) ومطيع معروف بلوي (مطيع بلوي) ومحمد معروف بلوي (محمد بلوي). كان الأشقاء الثلاثة الأفراد الوحيدون المخولون العمل بالنيابة عن حزب الله من قبل مصرف سورية المركزي المدرج على لائحة العقوبات من قبل الولايات المتحدة، وقد حول فاضل بلوي ومحمد بلوي مليارات الليرات السورية داخل سوريا في العام 2022 بالنيابة عن الحكومة السورية. 

يتم إدراج فاضل بلوي ومطيع بلوي ومحمد بلوي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582 لعملهم لصالح شركة الفاضل للحوالات المالية أو بالنيابة عنها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أو ادعائهم بذلك. ويتم أيضا إدراجهم بموجب قانون قيصر لكونهم أشخاص أجانب يوفرون الدعم المالي أو المادي أو الفني عن علم للحكومة السورية أو يشاركون في عمليات مهمة معها عن علم. 

قبيل سقوط نظام الأسد البائد قامت شركة الفاضل بنقل 27 مليون دولار عبر اجنجة الشام الى روسيا وقبلها الى الامارات حيث لديعه شركات عقارية و سيارات . 

 وبالتالي يعتبر بقاء الفاضل بالسوق السورية هو استمرار للعقوبات المفروضة على سوريا ، كما بقاء الفاضل يعني بقاء حزب الله على قناته بسورية لغسيل اموال المخدارت ، وايضاً دور مشبوه بتمويل العصابات التي تنتشر بالساحل وحمص .

لذا بقاء شركة الفاضل بالسوق السورية  دون المساس بها او محاسبتها بل واستمرار عملها المؤثر داخل البنك المركزي ان يرسل رسائل للمجتمع الدولي ان تجارة المخدارت وقنوات ايران وحزب الله المالية يمكن ان تعيد بناء قدرات الحزب العسكرية عبر سوريا … وهذه جريمة بحق السوريين وبحق الفرصة الذهبية التي منحت لهم.

مقالات ذات صلة