الرئيسية » حوار حصري مع السفير جمال بيومي: رؤية استراتيجية لعلاقات مصر وسوريا والتحديات الراهنة

حوار حصري مع السفير جمال بيومي: رؤية استراتيجية لعلاقات مصر وسوريا والتحديات الراهنة

بواسطة Mahmoud Hussin

في لقاء مميز، تناول السفير جمال بيومي – مساعد وزير الخارجية المصري والأمين العام لمستثمري العرب – مجموعة من القضايا الجوهرية التي تخص الشعب السوري الشقيق، مع إلقاء الضوء على العلاقات التاريخية بين مصر وسوريا وآفاق تعزيزها في ظل التحديات المعقدة التي تواجه سوريا.

العلاقات المصرية السورية: ركيزة للوحدة والأمن العربي

أكد السفير بيومي أن تعزيز العلاقات بين مصر وسوريا يُعدّ ركيزة استراتيجية أساسية للحفاظ على وحدة الصف العربي وضمان الأمن القومي. وبيَّن أن الرابط الثقافي والتاريخي العميق بين البلدين لا يُمكن تجاهله، فمصر، التي لطالما كانت من الداعمين الأساسيين لأشقائها العرب، تستمد في دعمها للسورية أبعادًا أخوية وتاريخية يعتبر جيش سوريا أحد أعمدة الدولة الحيوية التي تسهم في استقرارها.

سوريا بين أزمات داخلية وضغوط خارجية

أشار السفير إلى أن المشهد السوري يشهد سلسلة من الأزمات الداخلية المتعاظمة، تبرزها الانقسامات السياسية والاجتماعية التي أثرت على استقرار البلاد. كما أوضح أن التدخلات الخارجية من قوى أجنبية – بمن فيهم تركيا وروسيا وأمريكا وفرنسا – تزيد من تعقيد الوضع، حيث تشكل هذه التيارات تهديدًا حقيقيًا لسيادة سوريا وتؤدي إلى تفكيك لمسارها الوطني.

دعوة لتوحيد الصف الوطني

في ظل هذه المعطيات، شدد السفير بيومي على ضرورة توحيد الشعب السوري والاتفاق على هوية وطنية واحدة ترتكز على العلم والقيم المشتركة. ورأى أن هذه الخطوة ليست مجرد رمز اعتباري، بل هي شرط أساسي لتجاوز التحديات وتحقيق الاستقرار الذي ينشده الشعب السوري.

آفاق التطور في العلاقات الثنائية

متحدثًا عن مستقبل العلاقات المصرية السورية، عبَّر السفير عن تفاؤله حيال مسار التعاون المشترك في مختلف المجالات – من التجارة إلى السياسة والأمن والعسكرية – رغم التعقيدات الراهنة. وقد بين أن استمرار هذه العلاقة الوثيقة، حتى في ظل التحديات السياسية المتقلبة، يُعدّ إسهامًا مهمًا للحفاظ على الأمن القومي العربي ولتعزيز الاستقرار الإقليمي، مستندًا إلى قرب المسافة الجغرافية والتاريخ المشترك بين البلدين.

التطلعات القيادية والإصلاح السياسي في سوريا

وفي حديثه عن الآفاق المستقبلية، دعا السفير بيومي القيادة السورية الجديدة إلى مراجعة السياسات السابقة، وتحسين المسار الوطني عبر ممارسة ديمقراطية حقيقية تُؤسس لولاء مشترك ووحدة وطنية لا تعرف الانقسامات. وتمثلت رؤيته في أن الإصلاح السياسي والانتخابات الشاملة – التي تحول دون هيمنة توجهات أحادية – ستكون الأساس لانطلاق سوريا نحو مستقبل مزدهر.

 رسالة أمل للشعب السوري

اختتم السفير رسالته بتوجيه نداء حازم إلى الشعب السوري للوقوف صفًا واحدًا ضد أي تدخل خارجي ومن أجل مواجهة العدوان، خاصةً في ظل الاحتلال الإسرائيلي للجولان وغيرها من التواجدات الأجنبية. ودعا إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة تعكس التنوع السياسي وترسخ أسس الديمقراطية الحقيقية، ليكون ذلك بوابة لبناء دولة موحدة ومستقبل أكثر ازدهاراً.

مقالات ذات صلة