الرئيسية » إسرائيل وسوريا: معضلة الاستقرار والخيارات المحدودة

إسرائيل وسوريا: معضلة الاستقرار والخيارات المحدودة

بواسطة Younes

في عالم جيوسياسي معقد يشوب العلاقات بين الدول تحولات داخلية وإقليمية، تظل علاقة إسرائيل بسوريا واحدة من أكثر العلاقات إشكالية وأكثرها غموضًا. إذ تنظر إسرائيل إلى سوريا بشكل أساسي من زاوية حماية استقرار حدودها الشمالية، وهو هدف يتطلب من النظام السوري الالتزام بطريقين رئيسيين لتحقيق الاستقرار:

الخيار الأول: النظام الديمقراطي الفعّال

أن وجود مؤسسات ديمقراطية قوية داخل سوريا قد يضع ضوابط صارمة على قرارات القيادة في خوض الصراعات والحروب. ففي نظام يخضع لضوابط ديمقراطية، يحتّم الأمر على القيادات السورية مراجعة تحركاتها العسكرية بعناية، ما يؤدي إلى تقليل احتمالات اندلاع نزاعات جديدة وبالتالي ضمان استقرار الجبهة الشمالية على المدى الطويل.

الخيار الثاني: نظام مركزي قوي

في ظل غياب التماسك الديمقراطي، قد يمثل النظام المركزي القوي البديل الأمثل. إذ يعتمد هذا السيناريو على إقامة هيكل داخلي ثابت يرتكز على عقيدة محلية متماسكة، تخلو من التأثيرات السلبية للأيديولوجيات العابرة للحدود، كالإسلام السياسي، الأمر الذي قد يحد من التدخلات الخارجية ويعزز من استقرار المشهد الداخلي.

الواقع الميداني في دمشق

على الأرض، تكشف الأحداث التي يشهدها النظام السوري عن معضلة معقدة؛ حيث لا يوفر الوضع الحالي أيًا من الخيارات بشكل متكامل. إذ يعاني النظام من ضعف مركزيٍّ واضح، في ظل تأثير قوى إقليمية ليست في مصلحة إسرائيل. فقد اعتمدت السياسات الإسرائيلية سابقًا دعمها لحكومات الأسد، سواء في عهد الأب أو الابن، إلا أن تغير المشهد الإقليمي وصعود نفوذ قوى إسلامية عدائية، مثل إيران، أجبر إسرائيل على إعادة تقييم مواقفها السياسية والاستراتيجية.

إشارات إلى تحركات عسكرية إسرائيلية

في تطور مثير للجدل، أفاد مصدر من داخل جهاز الاستخبارات العسكرية بأن وثيقة سرية الساعة واحدة صباحاً من يوم  8 يناير ، طبعت على كمبيوتر تابع لمكتب رئيس جهاز الأمن العسكري كمال حسن قبل أن يُغلق هذا الملف مباشرة، تناولت تحرك 50 دبابة إسرائيلية متجهة نحو سوريا. و قد فسرت انها هذه الخطوة تأتي  في إطار محاولة إسرائيل لمنع سوريا من الانزلاق إلى حالة تطرف عارمة؛ إذ اعتُبرت بمثابة بارقة أمل لقادة النظام البائد ، لدرجة أن رفض الأسد إلقاء خطاب التنحي كان مدفوعًا بهذا الأمل الذي بدأ يتلاشى عند الساعة 5:22 صباحًا، قبل أقل من ساعة من إعلان سقوط دمشق.

تساؤلات مستقبلية

يطرح هذا المشهد تساؤلات عدة حول طبيعة التدخل الإسرائيلي المحتمل في المستقبل:

  • هل ستستمر إسرائيل في التدخل العسكري المباشر؟
  • أم ستتجه لتفعيل خطة بديلة تعتمد على دعم قوى عربية محلية  كقوات فصل مع احتفاظ بشريط اكبر ؟
  • أم ستعتمد مجرد تطمينات سياسية عبر قنوات خليجية لتأمين مصالحها واستقرار حدودها؟

بالنظر إلى العقبات الداخلية التي تواجه النظام السوري والتوازنات الإقليمية المتقلبة، يبقى مستقبل سوريا مفتوحًا على احتمالات متعددة. ويتطلب ذلك من اللاعبين الدوليين، وفي مقدمتهم إسرائيل، إعادة صياغة السياسات وإعادة تقييم الاستراتيجيات بما يواكب تحديات الواقع الراهن وتحقيق استقرار دائم في المنطقة.

مقالات ذات صلة