في قلب الاقتصاد السوري المحاصر نتيجة جرائم الأسد ، برز اسم محمد حمشو كأحد أبرز رجال الأعمال ممن جمَعوا بين النفوذ الاقتصادي والارتباطات السياسية العسكرية. لكن مسيرة حمشو لم تكن دون شوائب، بل حفلت بالتحالفات المتقلبة، العقوبات الدولية، والصراعات الداخلية، والتي انعكست لاحقاٍ قبيل تحرير سوريا من خلال تحركات مثيرة قام بها نجله أحمد حمشو، شملت لقاءً خاصاً مع مؤسس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين في 19 أيار من عام 2022، في وقت بالغ الحساسية إقليمياً ودولياً.
من هو محمد حمشو؟
محمد حمشو، من مواليد دمشق عام 1966، برز كرجل أعمال سوري نافذ منذ مطلع الألفية الجديدة، وارتبط اسمه بشكل وثيق بالدوائر المقربة من النظام السوري، لا سيما من خلال علاقته باللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة. شغل حمشو منصب أمين سر “اتحاد غرف التجارة السورية”، وكان عضواً في مجلس الشعب السوري لعدة دورات. كما ترأس مجلس إدارة “مجموعة حمشو الدولية”، التي تملك استثمارات واسعة في مجالات الإعلام، التكنولوجيا، الصناعة، الإنشاءات، والاتصالات.
نشاطه الاقتصادي والاستثمارات
أسس حمشو واحدة من أوسع شبكات المصالح الاقتصادية في سورية، حيث يملك:
- مجموعة حمشو الدولية: تشمل شركات في مجالات الصناعة، التجارة، المقاولات، والإعلام.
- قناة الدنيا (سابقاً): كانت ذراعه الإعلامية الأبرز، ولعبت دوراً كبيراً في الترويج الرسمي لسياسات النظام السوري.
- شركات صناعية: منها معمل الحديد الذي أثير حوله جدل قانوني بشأن علاقته بملف الفساد والحجز الاحتياطي.
- شراكات خفية: مع مسؤولين كبار في السلطة السورية، ساهمت في توريطه في قضايا تبييض أموال وتمويل للنظام وتجارة المخدرات حسب وثائق اطلعن عليها الاقتصادي.
العقوبات الدولية والإجراءات القانونية
فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على محمد حمشو منذ عام 2011، بوصفه أحد رجال الأعمال المقرّبين من النظام السوري والداعمين له مالياً، وتشمل العقوبات:
* تجميد أصوله في الخارج.
* حظر التعامل المالي معه من قبل الشركات والبنوك الغربية.
* حظر السفر إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقد ورد اسمه ضمن القوائم السوداء التي أعدتها وزارة الخزانة الأميركية، حيث وُصف بأنه “واجهة مالية أساسية للنظام السوري”.
الخلاف مع أسماء الأسد ومحاولات التملص من مواجهتها
رغم ولائه الظاهري للنظام الا انه شعر ان النظام قد اخذ القرار بتصفيته ، حيث تشير معطيات مؤكدة إلى تصاعد الخلاف بين حمشو وأسماء الأسد، التي تقود حملة لترتيب المجال الاقتصادي لصالح حلفها المتمثل بما يُعرف بـ”الجيل الاقتصادي الجديد”. ونتيجة لذلك:
تم الحجز الاحتياطي على عدد من ممتلكاته، بما في ذلك “معمل الحديد”.
* واجه ضغوطاً أدت إلى انسحابه من الانتخابات البرلمانية.
* أصبحت عائلته عرضة للملاحقة القانونية تحت عنوان “مكافحة الفساد”.
زيارة أحمد حمشو إلى موسكو ولقاء بريغوجين
في 19 أيار/مايو 2022، سافر أحمد حمشو، نجل محمد حمشو، إلى موسكو عبر طائرة تابعة لأجنحة الشام (الرحلة 6Q202). ورغم أن الزيارة جاءت رسمياً تحت غطاء “معسكر تدريبي لرياضة الفروسية”، إلا أن الحقيقة كانت أبعد من ذلك.
قبلها بأيام، في 13 أيار، التقى محمد حمشو بمندوب مجموعة فاغنر، أليكسي كوزنيتسوف، في قاعدة حميميم الروسية بسورية. وتم ترتيب لقاء سري لابنه أحمد مع يفغيني بريغوجين، زعيم فاغنر، بهدف فتح قناة اتصال مباشر مع روسيا بمعزل عن مؤسسات النظام الرسمية، وذلك بهدف طلب الحماية من تصفية متوقعة من قبل اسماء الاسد له ، مقابل ان يكون رجل روسيا الاقتصادي الذي كانت تحاول روسيا ايجاده من السوريين كورقة تفاوض على الارض في المستقبل عند اي حل سياسي.
الصراعات الداخلية والتحركات الاستخباراتية
بحسب مصادر مطلعة، سلّم أحمد حمشو خلال لقائه مع بريغوجين وثائق تتضمن معلومات حساسة جداً، أبرزها:
* أرصدة سرية لماهر وبشار الأسد.
* تفاصيل الحسابات المصرفية وعلاقاتهم مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
* استثماراتهم في قطاعات النفط والغاز، وتورطهم في تجارة المخدرات.
ويُعتقد أن هذا التسريب يمثل محاولة من محمد حمشو لحماية نفسه وعائلته من أي تصفية جسدية أو ملاحقة قضائية محتملة من النظام السوري، عبر تقديم “أوراق ضغط” إلى روسيا، التي تشكّل الضامن الفعلي لبقاء النظام.
تكشف تحركات محمد حمشو، وابنه أحمد، عن واقع مأزوم في بنية السلطة السورية، حيث تتحول التحالفات إلى أدوات للبقاء، وتُستخدم الثروات والوثائق كسلاح في صراع داخلي لا يقل خطورة عن الحرب الخارجية. ومن خلال هذا المشهد، يبدو أن محمد حمشو لا يسعى فقط لحماية أمواله، بل لضمان بقاء اسمه في المعادلة القادمة، سواء كان ذلك عبر موسكو أو عبر أدواته الاقتصادية في الداخل السوري.
ولعلى هذه العلاقة ما امن له الحماية والسطوة بسوريا تحت سيطرة حكمة الشرع ، او ان حمشوا أفصح للحكومة عن بعض نشاطات عائلة الأسد السري وقنواتهم الخارجية او هو قناة التواصل مع روسيا ؟
حتى الان الشارع السوري المعارض للاسد يشعر بانه طعن بالظهر كلما سمع عن محمد حمشو عن عودته للحياة الاقتصادية وربما سياسية لاحقا ؟