الرئيسية » فادي صقر: من قائد ميداني في التضامن إلى ذراع خفية لبسام حسن في الملف السوري؟

فادي صقر: من قائد ميداني في التضامن إلى ذراع خفية لبسام حسن في الملف السوري؟

بواسطة Younes

منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة السورية عام 2011، برزت على الأرض شبكات محلية مسلّحة تولت دعم النظام في مواجهة الاحتجاجات، وكانت “مجموعات الدفاع الوطني” إحدى أبرز هذه الشبكات. في جنوب دمشق، لعب فادي صقر دوراً محورياً في تأسيس هذه المجموعات في منطقة التضامن، بالتعاون مع الأهالي، تحت الإشراف العام لصقر رستم، ابن شقيقة اللواء بسام حسن، أحد كبار المسؤولين عن ملف الدفاع الوطني حينها.

شغل فادي صقر موقعاً قيادياً في لجان التضامن الشعبية، إلى جانب عمله في “مجمع الأمويين الاستهلاكي”، وهو مركز اقتصادي محلي له أهمية رمزية في تلك المرحلة. غير أن مسيرته شهدت تحولاً حاسماً إثر حادثة صدام مع رجل الأعمال نادر عبد الله، المعروف بقربه من الرئيس السوري بشار الأسد. فخلال زيارة ميدانية للأخير إلى مجمع الأمويين، اندلع خلاف حاد بينه وبين فادي، سرعان ما تطور إلى اعتداء مباشر، حيث قام فادي بضرب نادر بمنفضة سجائر، مسبباً له إصابة في الرأس.

إزاء هذا الحادث غير المألوف في معايير التعامل مع رجال الأعمال المقرّبين من السلطة، هرب فادي إلى منطقة التضامن طالباً الحماية من صقر رستم، الذي لجأ بدوره إلى خاله، اللواء بسام حسن. المفاجئ لم يكن فقط عدم معاقبة فادي، بل أن بسام حسن نفسه تبنّى حمايته، وساهم في “مصالحته” مع نادر عبد الله، قبل أن يعززه في موقعه، حيث تم تعيينه قائداً لقطاع التضامن والزاهرة. ومنذ ذلك الحين، تنقل فادي في عدة مواقع ضمن تشكيلات الدفاع الوطني، حتى أصبح يعرف بلقب “فادي صقر”، كناية عن مرتبته ضمن الشبكة التي نمت لاحقاً لتغطي معظم مناطق سوريا.

اليوم، يعود اسم بسام حسن” الخال”  إلى الواجهة مجدداً، ولكن هذه المرة في سياق دولي معقد. فقد ظهر اسمه في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، تحدث عن دوره المحتمل في قضية مقتل الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي كانت إدارة ترامب قد فاوضت عليه عام 2020، بناءً على تأكيدات أمنية بأنه لا يزال على قيد الحياة. هذا الظهور الإعلامي النادر لحسن، وبالذات في ملف بهذا المستوى من الحساسية، يعيد طرح تساؤلات عن أدواره الخلفية.

في هذا السياق، يبدو أن فادي صقر، بوصفه أحد رجال بسام حسن الموثوقين في دمشق، قد يشكّل إحدى الأذرع الأمنية التي تُستخدم لتحريك ملفات سياسية شائكة بعيداً عن الأضواء. ومع تراجع أدوار بعض الشخصيات الأمنية التقليدية، وصعود أدوار أخرى أكثر “مرونة” وارتباطاً بشبكات المصالح والولاءات المحلية، قد نشهد إعادة تدوير لشخصيات مثل فادي صقر في الأدوار غير الرسمية، خصوصاً في ملف حساس كسوريا ـ أمريكا، والذي لا تزال العديد من فصوله غير معلنة بعد.

مقالات ذات صلة