في خضم الأزمة الطاقوية المتفاقمة في سوريا، برز الغاز الطبيعي الأذربيجاني كخيار محتمل لتقليص العجز في قطاع الكهرباء، إلا أن هذا المسار لا يخلو من تعقيدات سياسية واقتصادية وقانونية. تتناول هذه الدراسة بنية الاتفاق السوري–الأذربيجاني، مدى قانونيته، السيناريوهات المتوقعة لاستهلاك الغاز، كلفة النقل، والانكشاف السياسي الذي قد يترتب على هذا التعاون.
لإطار القانوني للاتفاق: غموض في الشكل والتوصيف
تشير التصريحات الرسمية إلى تباين واضح في توصيف الاتفاق حسب ما ذكره الصحفي اياد جعفر، ما يعكس غياب إطار قانوني واضح ومُلزم حتى اللحظة:
-
الرئاسة الأذربيجانية تحدثت عن “مشروع مستقبلي” لتصدير الغاز.
-
وزير الطاقة السوري وصفه بأنه “اتفاق استراتيجي” يمهد للاستقلال الطاقوي.
-
وكالة سانا اكتفت بالإشارة إلى “مذكرة تفاهم” تتضمن التوريد والتعاون في التنقيب.
هذا التباين يسلط الضوء على هشاشة البنية القانونية للاتفاق، واحتمال غياب التزامات تعاقدية واضحة، ما يعزز الفرضية بأنه لا يزال في طور التفاوض دون تحويله إلى اتفاقية دولية خاضعة للقانون العام أو القانون التجاري الدولي، وخاصة ان جرت العادة في سلوك الحكومة الانتقالية عند توقيع اي تفاهم يحوي رغبة فعلية بتفعيله الى اتفاق وجود الرئيس احمد الشرع.
خط الغاز من أذربيجان إلى سوريا: البنية، التكاليف، والإمكانات
مع تزايد الحاجة السورية للغاز الطبيعي في ظل تراجع الإنتاج المحلي وتضرر البنية التحتية، برز مشروع نقل الغاز من أذربيجان إلى سوريا عبر تركيا كأحد السيناريوهات الواقعية لتأمين الطاقة. تتراوح المسافة التقريبية لهذا الخط بين 1600 إلى 1800 كيلومتر، انطلاقًا من أذربيجان، مرورًا بالأراضي التركية، ثم إلى شمال سوريا، غالبًا عبر محافظة حلب التي تعتبر بوابة هذا المشروع واحد اعمدته ، مع توقعت ان الغاز يستخدم فقط في حلب و ربما لاحقا الى حمص. ليس أكثر.
محافظة حلب التي تعتبر بوابة هذا المشروع واحد اعمدته ، مع توقعت ان الغاز يستخدم فقط في حلب وبما لاحقا الى حمص ليس اكثر.
لكن هذه المسافة ليست العامل الوحيد في تحديد جدوى المشروع، إذ تُقدَّر تكلفة مد خطوط الغاز ما بين 1 إلى 3 ملايين دولار لكل كيلومتر، ما يعني أن التكلفة الإجمالية للمشروع قد تتراوح بين 1.6 و5.4 مليار دولار، اعتمادًا على طبيعة الأنابيب، التضاريس، البنية التحتية، وتحديات الأمن واللوجستيات.
ورغم أن هذه الأرقام تبدو ضخمة، فإن تحليل استهلاك الغاز في سوريا يُظهر حاجة ملحة قد تُبرّر هذا النوع من الاستثمار. إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أن الاستهلاك المحلي اليومي يتراوح بين 12 إلى 14 مليون متر مكعب مستوردة من اصل 26 مليون متر حاجة سوريا ككل، موزعة على قطاعات الكهرباء، والصناعة، والاستخدام المنزلي. ومع صعوبة تغطية هذا الطلب عبر الإنتاج المحلي، بات خيار الاستيراد عبر تركيا مسارًا منطقيًا وضروريًا.
حاجة سوريا من الغاز مليون متر مكعب | |
الكهرباء | 23 |
الغاز المنزلي | 2 |
الصناعة | 0.6 |
الإجمالي | 25,6 |
من بحر قزوين إلى حلب: TANAP وخط كلّس–حلب
تقوم بنية النقل الحالية على منظومة إقليمية معقدة لكنها فعالة، تبدأ من حقل شاه دنيز في بحر قزوين بأذربيجان، حيث يُضخ الغاز في خط جنوب القوقاز حتى يدخل تركيا عبر حدودها مع جورجيا. من هناك، يُنقل الغاز عبر خط الأنابيب العابر للأناضول (TANAP)أحد المكونات الرئيسية لمشروع ممر الغاز الجنوبي، الذي يمتد لحوالي 1850 كيلومترًا داخل تركيا، مارًّا بـ 20 ولاية تركية من بينها أرضروم، أنقرة، إسكي شهير، وبورصة، وصولًا إلى نقطة النهاية عند الحدود التركية–اليونانية في منطقة إيبسالا.حتى يصل إلى الحدود مع اليونان.
يُعد TANAP جزءًا محوريًا من مشروع ممر الغاز الجنوبي الذي ينقل الغاز إلى أوروبا، وتبلغ سعته التشغيلية حاليًا 16 مليار متر مكعب سنويًا، يُتوقع أن ترتفع إلى 31 مليار م³ بحلول 2026. يُستخدم جزء من هذا الغاز داخل تركيا (6 مليار م³)، بينما يُصدر الباقي إلى أوروبا عبر خط TAP المتصل بإيطاليا واليونان..
أما من حيث الملكية
خطّ أنابيب ، فتُوزع الحصص بين:
-
شركة سوكار الأذربيجانية بنسبة 58%
-
شركة بوتاش التركية بنسبة 30%
-
شركة BP البريطانية بنسبة 12%
ان وجود الشركة البريطانية بملكية الشركة الناقلة للغاز يشير بشكل خفي ان بريطانية لها ايدي بادارة هذا الملف مع ملف التطبيع مع اسرائيل وكانها سياسة خطوة بخطوة
كيف ينتقل الغاز من أذربيجان إلى سوريا؟
تتم عملية نقل الغاز على ثلاث مراحل مترابطة:
-
من أذربيجان إلى تركيا
يبدأ ضخ الغاز من حقل شاه دنيز في بحر قزوين، مرورًا بخط جنوب القوقاز، ليصل إلى تركيا عبر حدودها مع جورجيا، ثم يُضخ مباشرة في خط TANAP. -
داخل الأراضي التركية
يُستخدم جزء من الغاز لتلبية احتياجات السوق التركية، بما يقارب 6 مليارات متر مكعب سنويًا، بينما يُنقل القسم المتبقي إلى أوروبا عبر خط TAP (Trans Adriatic Pipeline). -
إلى سوريا
في عام 2025، تم تشغيل خط “كيليس–حلب” الذي يربط شبكة الغاز التركية بالشبكة السورية، ما أتاح تدفّق الغاز إلى سوريا بكمية تصل إلى 2 مليار متر مكعب سنويًا. ويُستخدم هذا الغاز حاليًا في تشغيل محطات توليد الكهرباء، لاسيما محطة حلب، قبل أن يُوزّع لاحقًا إلى مناطق أخرى مثل حمص.
بهذا الشكل، يُمثل TANAP حلقة مركزية في شبكة طاقة إقليمية تمتد من بحر قزوين إلى شرق المتوسط، وتُعيد ربط سوريا جزئيًا ببنية تحتية حيوية في مجال الطاقة.
الاستثمار والعائد: كم سنة نحتاج لتغطية التكاليف؟
إذا افترضنا أن سوريا ستستورد 2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، ويُباع داخليًا بسعر 300 دولار لكل 1000 متر مكعب، فإن الإيرادات السنوية قد تصل إلى 600 مليون دولار. وفي حال كانت تكلفة المشروع حوالي 3 مليار دولار، فإن فترة الاسترداد ستكون في حدود 5 سنوات، دون احتساب نفقات التشغيل والصيانة.
أما إذا حسبناها بناءً على السعر العالمي الحالي للغاز، والذي يقدَّر بنحو 119 دولار لكل 1000 متر مكعب، فإن تكلفة الشراء السنوية تبلغ 238 مليون دولار، مقابل إيرادات تبلغ 600 مليون دولار، ما يترك صافي أرباح سنوي يُقدّر بـ 362 مليون دولار، وبالتالي تمتد فترة استرداد التكاليف إلى أكثر من 8 سنوات. هذه المدة قد تقل أو تزيد حسب أسعار السوق، وفعالية التوزيع الداخلي، وقدرة الحكومة على تسعير الغاز بشكل اقتصادي.
السيناريوهات الاقتصادية لاستخدام الغاز الأذربيجاني في سوريا
-
السيناريو الأول: دعم قطاع الكهرباء:
الكمية المتوقعة: 2 مليار متر مكعب سنويًا.
الاستخدام: تغذية محطات التوليد في حلب وحمص.
الأثر المحتمل: رفع عدد ساعات التغذية الكهربائية إلى ما بين 6 و8 ساعات يوميًا في المدن الرئيسية.
التحليل الاقتصادي: يسهم هذا السيناريو في تقليل الاعتماد على الفيول مرتفع التكلفة، ويمهد لاستعادة تدريجية للبنية التحتية الكهربائية، مما يخفف من أعباء تشغيل الشبكة ويخفض التكاليف.
السيناريو الثاني: دعم الصناعات التحويلية:
الاستخدام المستهدف: إعادة تشغيل منشآت إنتاج الأسمدة، مثل معمل حمص.
الأثر: تقليل الحاجة لاستيراد اليوريا، دعم القطاع الزراعي، والحفاظ على احتياطيات النقد الأجنبي.
التحليل: يؤدي هذا الاستخدام إلى تقليص العجز في الميزان التجاري ويعزز من مقومات الأمن الغذائي، خاصة على المدى المتوسط، عبر تمكين الإنتاج المحلي من تلبية جزء من الطلب الزراعي. لكن يحتاج الى استعادة السيطرة على مناجم الفوسفات و معمل الاسمنت
السيناريو الثالث: التوسع التدريجي في الاستخدام المنزلي:
الكمية المقترحة: زيادة تدريجية لتصل إلى 4 مليارات متر مكعب سنويًا خلال ثلاث سنوات.
الاستخدام: تغطية جزئية لاحتياجات الغاز المنزلي وربط محافظات جديدة بشبكة التوزيع.
الأثر: تحسين نوعية الهواء في المناطق السكنية والحد من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الملوِّثة.
التحليل: يجمع هذا السيناريو بين الفوائد البيئية والاقتصادية، إلا أنه يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك خطوط النقل ومحطات التوزيع.
هل يمكن نقل الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر البحر؟
تقنيًا، نقل الغاز عبر البحر ممكن باستخدام ناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG)، لكن من أذربيجان إلى سوريا مباشرة عبر البحر غير عملي للأسباب التالية:
- أذربيجان لا تطل على البحر المتوسط، بل على بحر قزوين، وهو بحر مغلق لا يتصل مباشرة بالمحيطات أو البحر المتوسط.
- لنقل الغاز عبر البحر إلى سوريا، يجب أولًا نقله برًا أو عبر خطوط أنابيب إلى تركيا، ثم تسييله في منشآت تركية، وبعدها شحنه عبر البحر إلى ميناء سوري (مثل بانياس أو طرطوس).
- الموانئ السورية غير مجهزة حاليًا لاستقبال ناقلات الغاز المسال أو تشغيل وحدات تغويز عائمة.
ورغم ذلك سوف نقوم بتقيم هذا الخيار :
أولاً:المتطلبات الأساسية لنقل الغاز الأذربيجاني بحرًا إلى سوريا
يمثل خيار النقل البحري للغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا مسارًا معقدًا تقنيًا ومكلفًا ماليًا، ويتطلب سلسلة من الإجراءات المتكاملة تشمل دول عبور، تجهيزات فنية، واستثمارات بنيوية:
-
النقل الأولي إلى تركيا
نقل الغاز عبر الأنابيب من أذربيجان إلى أحد الموانئ التركية (مثل جيهان أو مرسين). -
التسييل في الأراضي التركية
تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز مسال (LNG) في منشآت تسييل متوفرة في تركيا، تمهيدًا للشحن البحري. -
النقل البحري إلى سوريا
شحن الغاز المسال عبر البحر المتوسط باتجاه ميناء سوري مؤهل. -
الاستقبال وإعادة التغويز في سوريا
تفريغ الشحنة في ميناء سوري مجهز بوحدة تغويز عائمة (FSRU) لتحويل الغاز من الحالة السائلة إلى الغازية وربطه بشبكة التوزيع.
ثانياً: تكلفة تطوير ميناء سوري لاستقبال الغاز المسال
استنادًا إلى نماذج إقليمية مماثلة (مثل الأردن ومصر)، يتطلب تطوير البنية التحتية السورية لاستقبال الغاز المسال الاستثمارات التالية:
-
كلفة إنشاء وحدة تغويز عائمة أو ساحلية:
تتراوح بين 100 إلى 150 مليون دولار أمريكي. -
مدة التنفيذ المقدّرة:
بين 18 إلى 24 شهرًا، تشمل التصنيع، النقل، والتركيب. -
القدرة التشغيلية المتوقعة:
تصل إلى 700 مليون قدم مكعب يوميًا، أي ما يعادل نحو 20 مليون متر مكعب من الغاز. -
الاحتياجات الإضافية للموانئ السورية (مثل بانياس وطرطوس): ” يحتاج الى اعادة او تضمين الاتفاق مع دبي للموانىء وهذا يعتمد على قبولها”
-
توسعة الأرصفة لاستيعاب ناقلات LNG
-
تعزيز منظومة الأمن والسلامة
-
ربط فني مباشر مع الشبكة الغازية والكهربائية المحلية
-
ثالثاً: الكمية الممكن نقلها عبر البحر
-
سعة ناقلة الغاز المسال الواحدة: حوالي 160 ألف متر مكعب من الغاز المسال.
-
عدد الرحلات الممكنة شهريًا: 1 إلى 2 ناقلة، حسب القدرة التشغيلية.
-
الكمية السنوية التقريبية القابلة للنقل:
بين 24 إلى 48 مليون متر مكعب سنويًا (بما يعادل 2 إلى 4 مليون متر مكعب شهريًا).
رابعاً: الاستنتاج النقل البحري غير كافٍ بمفرده
مع أن النقل البحري يمكن أن يشكل مسارًا تكميليًا محدودًا، إلا أن قدرته الإجمالية لا تغطي سوى نسبة ضئيلة (أقل من 5%) من الاحتياج السنوي السوري المقدر بـ 1.5 إلى 2 مليار متر مكعب من الغاز.
لذلك، يظل الاعتماد الأساسي على خطوط الأنابيب هو الخيار العملي في المدى المنظور.
اذا النقل البري هو الخيار العمل المتاح
البند | النقل عبر الأنابيب | النقل البحري |
البنية التحتية | جزئيًا مكتملة (خط كيليس–حلب) | غير متوفرة (غياب وحدات تغويز) |
التكلفة لكل 1000 م³ | 119–130 دولار | 150–180 دولار |
القدرة السنوية | 2–6 مليار م³ | أقل من 0.1 مليار م³ |
زمن التنفيذ | شبه فوري | يتطلب 18–24 شهرًا |
كلفة التأسيس | منخفضة نسبيًا | تتجاوز 100 مليون دولار |
التكلفة السياسية والاستراتيجية للتعاون مع باكو
1. التموضع الجيوسياسي: ابتعاد عن الحلفاء التقليديين
-
يُحتمل أن يُنظر إلى التعاون مع أذربيجان كتحوّل استراتيجي عن المحور الإيراني–الروسي.
-
يخشى من ردود فعل سلبية من موسكو وطهران، خصوصًا في ظل التوترات بين أرمينيا وأذربيجان، وهو اصطفاف ضد ارمينيا التي قد ينظر تهديد للاقليات المسحية الارمنية في سوريا و هذا سوف ياخذ الحسابات الى مزيد من تأزيم الساحة السلم الاهلي في سوريا.
2. الانخراط في وساطات إقليمية غير معلنة
-
تقارير عن لقاء غير معلن بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باكو برعاية تركية بريطانية ، مما يقد يغضب الدول العربية والغربية ترى انها استبعدت من الحسابات لاقتصادية .
-
احتمال أن تلعب أذربيجان دور وسيط بين دمشق وتل أبيب، ما يعقّد المشهد الدبلوماسي السوري.
3. الارتباط بمنظومة الغاز التركية–الأوروبية
-
إدماج سوريا في ممر الغاز الجنوبي يجعلها أكثر انكشافًا على الضغوط الأوروبية لكنها تعتبر انها اخذت جزء من الخطط البلديلة لاتحاد الاوربي بخصوص الغاز البديل الروسي.
-
يقلّص من هامش المناورة السيادي في رسم السياسة الطاقوية.
4. انعكاسات داخلية: الشفافية ومشروعية القرار
-
غياب الوضوح في تفاصيل الاتفاق يثير مخاوف داخلية من استخدام الغاز كورقة ضغط سياسي.
-
تحفظات على طبيعة الشركاء وتفاصيل العقود والتمويل.
- يعطي مناورة اكبر مع الاتفاق مع قسد .
- يقسم البلد لنفوذ تركيا بالشمال عربي بالجنوب .
يمثل الغاز الأذربيجاني خيارًا استراتيجيًا لسوريا لتجاوز أزمتها الطاقوية، إلا أن هذا الخيار محفوف بكلف سياسية واقتصادية وقانونية مرتفعة. وعليه، فإن نجاح المشروع يتطلب:
-
تثبيت الإطار القانوني للاتفاق من خلال معاهدة أو عقد رسمي خاضع للقوانين الدولية.
-
إدارة متوازنة للتحالفات الإقليمية لتجنّب التصعيد مع الحلفاء التقليديين.
-
تطوير البنية التحتية الوطنية لتوسيع قدرة الاستيعاب والنقل داخليًا.
- ضمان الشفافية في التعاقدات وتمويل المشاريع بما يعزز الثقة العامة ويقلّل من احتمالات الفساد أو التوظيف السياسي.
رغم كل ما تم تداوله يبقى خيار اذربيجان هو تغطية على رعاية تركيا بريطانية لاتفاق التطبيع ، وهو يمثل شكل من تقاسم نفوذ بسوريا بين شمال التركي البريطاني و الجنوب الاسرائيلي العربي و الشرقي الامريكي .