الرئيسية » كيف تستخدم بروين يوسف شبكات مالية أوروبية لتهريب وتبييض الأموال؟
بروين يوسف ولعاقتها بغسيل الاموال

كيف تستخدم بروين يوسف شبكات مالية أوروبية لتهريب وتبييض الأموال؟

القيادة الكردية في شمال شرق سوريا تواجه اتهامات باستخدام الموارد النفطية لبناء شبكة مالية دولية معقدة يصعب تتبعها قانونياً.

بواسطة Younes

علي علي

في واحدة من أخطر عمليات التهريب المالي في مناطق النزاع السوري، كشفت مصادر داخل الإدارة الذاتية أن ثلاث سيارات دفع رباعي خرجت من شمال شرق سوريا إلى أربيل في إقليم كردستان العراق، يوم 25 يونيو، محملة بأكثر من 3 ملايين دولار نُهبت من موارد النفط والغاز الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

خلف الكواليس: كيف تعمل الشبكة؟

  • المصدر: عائدات نفط وغاز من مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

  • التنسيق: توجد الكثير من القنوات منها بروين يوسف التي تنسق عملها  مع حميد دربندي، مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان.

  • التحويل: بعد وصول الأموال إلى أربيل، تبدأ رحلتها عبر حسابات مصرفية في أوروبا، مسجلة بأسماء مقربين من دربندي.

الاسم المنصب الجنسية الدور في العملية
بروين يوسف رئيسة مشتركة لحزب PYD سورية مالكة الأموال ومهندسة الشبكة
حميد دربندي رئيس العلاقات العامة في الإقليم عراقية منسق التهريب والعمليات البنكية

تتم عملية غسيل الأموال عبر سلسلة خطوات ممنهجة تبدأ بعبور المبالغ النقدية من معبر سيمالكا الحدودي دون أي تفتيش، ما يوفّر ممراً آمناً لنقل الأموال إلى إقليم كردستان. ومن هناك، تُحوَّل هذه المبالغ إلى حسابات مصرفية في دول أوروبية، مسجلة بأسماء شخصيات مقربة من حميد دربندي. في المرحلة التالية، تُعاد تعبئة هذه الأموال ضمن مشاريع استثمارية تحمل طابعاً قانونياً – مثل شركات تجارية أو عقارية – لكنها في جوهرها لا تعدو كونها واجهات لعمليات تبييض منظمة.

يُقدَّم المال المهرّب على أنه أرباح مشروعة، ليُعاد إدخاله إلى النظام المصرفي الأوروبي وكأنه ناتج عن أنشطة اقتصادية قانونية، مما يعقّد من جهود التتبع والمساءلة.

 من هي بروين يوسف؟

بروين يوسف تُعد من أبرز الشخصيات السياسية في شمال شرق سوريا، وتشغل منصب الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD). تتمتع بنفوذ واسع داخل هيكل قيادة “قسد”، حيث يُعتقد أنها تلعب دوراً مركزياً في إدارة الموارد الاقتصادية، لا سيما النفط والغاز. خلال السنوات الأخيرة، ارتبط اسمها بشبكة مالية تمتد عبر أوروبا، تدير من خلالها شركات متعددة تتخذ واجهات استثمارية وتجارية، لكنها تُستخدم فعلياً كمنصات لغسل الأموال.

قدرت عمليات التهريب المرتبطة بها بعشرات الملايين من الدولارات، وتمت عبر آليات مصرفية معقدة تشمل حسابات في دول مثل بلغاريا وسويسرا وإيطاليا، ما يجعل منها عنصراً محورياً في منظومة فساد عابرة للحدود، فهي متورطة في عمليات تهريب سابقة:

    • 2023: تحويل 7 ملايين دولار إلى قبرص.
    • 2024: استخدام شركات وهمية في رومانيا لتحويل 5 ملايين دولار إلى ليختنشتاين.

خريطة التهريب عبر أوروبا

سوريا → العراق → إسبانيا، إيطاليا، اليونان، سويسرا، بلغاريا، كرواتيا

أبرز البنوك المستخدمة:

البنك المدينة الدولة
Banco de Sabadell أليكانتي إسبانيا
Intesa Sanpaolo تورينو إيطاليا
National Bank of Greece أثينا اليونان
Raiffeisenbank Zürich زيورخ سويسرا

تطور قيمة الأموال المهربة (2022–2025)

السنة القيمة بالمليون دولار الملاحظات
2022 3
2023 7
2024 5.2
2025 9 حتى شهر حزيران

لماذا يُعد  مهماً تتبع هذه السلوكيات ؟

هذه العمليات لا تُصنّف بالضرورة كسلوك جنائي تقليدي، بل تُعد امتداداً ديناميكياً للصراع المستمر في سوريا، حيث تُستخدم الموارد المالية لبناء الولاءات السياسية وتشكيل أنماط نفوذ داخلية وخارجية تتجاوز حدود الدولة. وفي الوقت الذي كان من الممكن توظيف هذه الأموال في دعم جهود التعافي الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، يتم استنزافها في مشاريع تعزز الانقسامات وتُضعف فرص السلام والاستقرار.

كما تكشف هذه الأنشطة عن غياب الشفافية في إدارة الموارد الطبيعية ضمن مناطق النزاع، وتحولها إلى أدوات لبناء إمبراطوريات مالية غير مشروعة. من جهة أخرى، تُسلط الضوء على هشاشة النظم الرقابية في الدول المستقبلة لهذه الأموال، إلى جانب التراخي الواضح لدى بعض المؤسسات المصرفية الأوروبية في تدقيق حركة رؤوس الأموال المشبوهة.

 بينما يبقى المواطن السوري ضحية الفوضى السياسية والاقتصادية، تُحصد ملايين الدولارات في حسابات خارجية بعيدة عن أي مساءلة.

مقالات ذات صلة