الرئيسية » “جبهة المقاومة الإسلامية في سورية: تحالفات ميدانية وشبكات تمويل بعد سقوط النظام”
اولى الباس

“جبهة المقاومة الإسلامية في سورية: تحالفات ميدانية وشبكات تمويل بعد سقوط النظام”

تشكيل "جبهة المقاومة الإسلامية" في سوريا: ولادة قوة مسلحة جديدة في الجنوب السوري

بواسطة Younes

في 11 يناير/كانون الثاني 2025، وبعد أيام قليلة من انهيار النظام السوري السابق، برز على الساحة تشكيل عسكري جديد تحت اسم “جبهة المقاومة الإسلامية في سورية”، والتي عُرفت أيضاً باسم “أولى لباس”.جاء هذا التشكيل بقيادة أبو جهاد رضا (رضا حسين – قيادي سابق في فوج الجولان المدعوم من حزب الله اللبناني، من الطائفة الشيعية – سوري الجنسية)، وبالتعاون مع محمود بكار (منفذ عام الحزب السوري القومي الاجتماعي في القنيطرة – سوري الجنسية).

هذا الإعلان لم يكن وليد لحظة سياسية فقط، بل ثمرة تخطيط مسبق، وتنسيق إقليمي، ودعم مالي ولوجستي واسع، يعكس مدى ارتباط الجبهة بشبكة نفوذ تمتد من دمشق وبيروت إلى طهران.

الدعم الإيراني وتأسيس البنية

جاءت ولادة الجبهة بعد حصول أبو جهاد رضا على تمويل مالي كبير من القيادة الإيرانية في طهران، وذلك عقب زيارة سرية إلى الجنوب اللبناني. خلال هذه الزيارة، التقى رضا بعدد من الشخصيات البارزة في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، بينهم:

  • الحاج رمضان (محمد سعيد إيزدي – إيراني الجنسية، مسؤول الفرع الفلسطيني في الحرس الثوري في لبنان والمكلف بالتنسيق بين حماس والجهاد الإسلامي).

  • الحاج هاشم (منير علي نعيم شعيتو – لبناني الجنسية، مسؤول الملف الأمني في الجنوب).

  • الحاج علي عباس دقدوق (قيادي في وحدة ملف الجولان التابعة لحزب الله – لبناني الجنسية).

لم يقتصر الدعم على التمويل، بل شمل أيضاً تزويد الجبهة بإحداثيات ومواقع مخازن الأسلحة والصواريخ السرية في الجنوب السوري، وهي مخازن تركها حزب الله والحرس الثوري خلال فترة تواجدهما في البلاد.

تحالفات عسكرية وإرث من فصائل سابقة

تكوّنت الجبهة من تحالف فصائل كانت مدعومة سابقاً من إيران وحزب الله، إضافة إلى عناصر من فلول النظام السوري السابق، أبرزها:

  • نسور الزوبعة “الجناح العسكري للحزب السوري القومي الاجتماعي”.

  • الدفاع الوطني في القنيطرة “المدعوم من الحرس “الثوري الإيراني سابقاً”.

  • لواء صقور القنيطرة “لمدعوم من الحرس “الثوري الإيراني سابقاً”,

  • كتائب جمعية البستان “تتبع للامن العسكري سابقاً”.

  • فوج الجولان.

  • العرين.هذا المزيج .

  • وفّر للجبهة خبرات قتالية متنوعة، وأعاد تفعيل قنوات الدعم اللوجستي التي كانت قائمة سابقاً.

أولاً: الهيكلية التنظيمية لجبهة المقاومة الإسلامية في سورية.

1. مكتب القيادة العسكرية :

هو المسؤولة عن تحركات مقاتلين جبهة المقاومة الإسلامية في سورية، من حيث التخطيط للعمليات العسكرية ضد الوحدات العسكرية الإسرائيلية التابعة لجيش الدفاع الاسرائيلي التي تتمركز داخل الأراضي السورية والمناطق العازلة على الحدود السورية الإسرائيلية وشمال إسرائيل بالإضافة إلى اتخاذ القرارات العسكرية والأمنية، ويشرف عليه: 

  • أبو جهاد رضا (قائد الجبهة،هو قيادي سابق فوج الجولان المدعوم من حزب الله اللبناني وهو سوري).

  • محمود بكار (نائب القائد الجبهة، وهو منفذ عام حزب السوري القومي الاجتماعي في القنيطرة، وهو سوري )

ويضم ضباطاً سابقين في النظام السوري، منهم:

  • العميد منذر إسماعيل ( قائد عسكري للجبهة، وهو ضابط بشعبة المخابرات العسكرية ).

  • المقدم علي محمود ( مسؤول الوحدات العسكرية في الجبهة ضباط في قيادة الأركان في النظام السوري السابق).

يرتبط مكتب القيادة العسكرية في الجبهة بالفرع الفلسطيني التابع للحرس الثوري الإيراني في لبنان، والذي يشرف عليه محمد سعيد إيزدي، المعروف باسم الحاج رمضان، (إيراني الجنسية) وهو المسؤول المباشر عن التنسيق بين حماس والجهاد الإسلامي في غزة.

2. المكتب السياسي

يضم كل من:

  • محمود موالدة (مسؤول عن المكتب السياسي، وهو عضو بحزب السوري القومي الاجتماعي في القنيطرة، من أبناء الجولان المحتل ).
  • باسل مسهور (عضو في المكتب السياسي، وهو عضو سابق بحزب السوري القومي الاجتماعي في القنيطرة، من أبناء القنيطرة ).
  • قيس أبو عمار (عضو في المكتب السياسي، ومن أبناء القنيطرة ).

3. فرع العمليات والتعبئة:

ويضم كل من:

  • المقدم محمد جواد مصطفى (ضابط في هيئة الأركان العامة في النظام السوري السابق ).
  • الرائد حسين العلي (ضابط في الإدارة العامة في وزارة الدفاع في النظام السوري السابق).
  • النقيب أمجد ضبعان (ضابط في بالفرقة 25 التابعة للنظام السوري السابق).

4. فرع الإمداد والتسليح: 

ويشكل هذا القسم العصب الجبهة الاسلامية ، وهو مسؤول عن مستودعات الأسلحة والذخيرة السرية في الجنوب السوري الخاصة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في خلال تواجدهم في سورية، يضم الفرع كل من:

  • الرائد مهدي العبد الله (ضابط في إدارة التسليح التابعة للنظام السوري السابق ).
  • مصطفى الأحمد (قيادي في الدفاع الوطني في القنيطرة المدعوم من الحرس الثوري الإيراني سابقاً ).

البعد الاقتصادي:

يعتمد التمويل على المساعدات  القادمة منايران بشكل مباشر عبر شبكات معقدة ترسخت خلال نظام الاسد الساقط خاصة  عبر الحدود السورية–اللبنانية،  اضافة الى شبكة تهريب المخدرات والعصابات مدعومة بشبكة فساد عبر دفع رشاوي و تجنيد السكان مما قد قد سيبب المزيد بتعقيد المشهد السوري امنيا واعسكريا اضافة الى تنشيط المخدرات هناك مما يوتر العالقة مع دول الجوار التي كان دعمها للحكومة الحالية مشروط بمحاربة ايران وحزب الله ومخدراتهم .

الوحدات العسكرية في الجبهة

  • وحدة الصواريخ: تضم مقاتلين من فوج الجولان، تم تدريبهم على منظومات إطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بإشراف خبراء ومختصين بحزب الله اللبناني خلال تواجدهم في سوريا، ويشرف عليهم أبو علي الجولاني (قيادي فوج الجولان يتبع لحزب الله اللبناني سابقاً).
  • وحدة التدخل السريع: تضم مقاتلين من نسور الزوبعة ومقاتلين من لواء صقور القنيطرة التابع للدفاع الوطني، ويشرف عليهم ابو صهيب (علي الحاج، قائد لواء صقور القنيطرة التابع للدفاع الوطني ).
  • وحدة المهام الخاصة: تضم مقاتلين من لواء صقور القنيطرة التابع للدفاع الوطني، ونسور الزوبعة وسرايا العرين كتائب جمعية البستان، ويشرف عليهم ياسين محمد الخبي (قيادي بكتائب جمعية البستان ).
  • وحدة الرصد والمتابعة: تضم عدة وحدات تنشر في الجنوب السوري مهمة عناصرها رصد الأهداف، وجمع المعلومات المتعلقة بتحركات جيش الدفاع الإسرائيلي في الجنوب، يشرف عليهم وليد خليل (مساعد اول بفرع المعلومات التابع لشعبة المخابرات العسكرية سابقاً ).

يُذكر أن تأسيس جبهة المقاومة الإسلامية في سورية سبقته خطوة تمهيدية تمثلت في إعلان جبهة تحرير الجنوب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024، على يد محمود بكار، منفذ عام الحزب السوري القومي الاجتماعي في القنيطرة. وقد ضمّ هذا التشكيل مقاتلين من نسور الزوبعة، وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي حينها بياناً رسمياً يعلن فيه تشكيل الجبهة، ما جعلها النواة الأولى التي بُنيت عليها البنية التنظيمية والعسكرية للجبهة الجديدة لاحقاً.

في السياق ذاته، يثار تساؤل حول الدور الروسي في المشهد، خاصة في ظل تقديم موسكو الحماية والدعم اللوجستي لشخصيات نافذة مثل كمال حسن (مدير شعبة الاستخبارات العسكرية)، وجميل حسن، ورامي مخلوف، وسامر درويش( وجميعهم يرتبطون بشكل مباشر بـجمعية البستان ).

هذا الدعم لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يتقاطع مع شبكات فساد واسعة ومصالح ضيقة تديرها قوى الأمر الواقع في دمشق والسويداء والقامشلي، ما يشير إلى تداخل المصالح الاقتصادية والسياسية في إعادة تشكيل موازين القوة جنوب سورية.

مقالات ذات صلة