الرئيسية » لقاء أمني في أربيل بين قيادات كردية والموساد الإسرائيلي: تحالفات جديدة تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط

لقاء أمني في أربيل بين قيادات كردية والموساد الإسرائيلي: تحالفات جديدة تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط

لقاء قسد مع وفد اسرائيلي

بواسطة Younes

في مشهد يعكس التحولات الجيوسياسية المتسارعةعلى الخريطة السورية، شهدت مدينة أربيل في 30 يوليو 2025 اجتماعًا أمنيًا مغلقًا في فندق روتانا – أربيل بإقليم كردستان العراق، جمع شخصيات قيادية كردية مع ممثلين عن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). ووفق المعلومات المتوفرة، فقد ضم اللقاء الدكتور فهمان حسين “باهوز أردال ، القائد العام للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، ويافعات شاشا بيتون، الوزيرة السابقة وعضوة الكنيست الإسرائيلي سابقًا.

أهداف اجتماع أربيل

تركز الحوار بين الجانبين على وضع أسس تحالف استراتيجي طويل المدى، شمل أربعة محاور رئيسية:

  1. دعم استقلال الأكراد في شمال شرق سوريا، من خلال تقديم دعم سياسي وأمني يفضي إلى إنشاء كيان ذي حكم مستقل، دون توضيح اذكان يقصد منه حكم فدرالي اداري ضمن الدولة السورية ، او هو ادارة ذاتية مستقلة كاملة او دولة كاملة ، حيث وعدت بتقديم  دعم مباشر من إسرائيل، يتضمن تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتوفير غطاء دولي للمشروع.

  2. بحث إمكانية انفصال إقليم كردستان عن العراق مع ضمان دعم سياسي واقتصادي إسرائيلي لهذه الخطوة ، وفي هذا السياق يشير الى وجود نية اقامة دولة مستقلة بالمنطقة .

  3. التعاون الأمني والاقتصادي في حال قيام دولة كردية، بما يشمل بناء شراكات طويلة الأمد بين الطرفين.

التحالف الكردي – الإسرائيلي

اتفق المجتمعون على بلورة تحالف كردي–إسرائيلي في شمال شرق سوريا، يرتكز على:

سياق إقليمي متغير عن الاتفاق المعلنة

المستجدات الميدانية والسياسية في سوريا إلى تكثيف اللقاءات بين القوى السورية المتنافسة على السلطة وبين أطراف إقليمية ودولية، في محاولة لاستمالتها وكسب دعمها، انطلاقًا من قناعة لدى بعض هذه القوى بأن سقوط بشار الأسد قد تم بضوء أخضر إسرائيلي–أمريكي.

في هذا السياق، لم تعد إسرائيل بالنسبة لبعض الفاعلين المحليين العدو الأول، بل غدت شريكًا محتملًا في معادلات سياسية جديدة، وربما اللاعب الذي سيمنح دعمه لمن سيتولى حكم دمشق لعقود مقبلة. ويبرز هنا دور قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تواجه صراع نفوذ مع تركيا، باعتبار أن أنقرة لاعب أساسي في الملف السوري وداعم قوي لخصومها. هذا العداء لأنقرة يمنح “قسد” حافزًا إضافيًا للتقارب مع إسرائيل، باعتباره ورقة موازنة أمام النفوذ التركي المتصاعد.

التحليل الشامل لآثار اللقاء

سياسيًا، يشير الاجتماع إلى تحرك إسرائيلي ممنهج لإعادة تشكيل ميزان القوى في سوريا والعراق عبر دعم القوى الكردية، مستفيدةً من الفراغ السياسي وهشاشة السلطة المركزية. التحالف المحتمل يمنح الأكراد ورقة ضغط إضافية في المفاوضات الإقليمية، لكنه في المقابل قد يدفع تركيا وإيران إلى تصعيد ميداني وسياسي لاحتواء هذا النفوذ.

اقتصاديًا، إدراج ملف النفط في أجندة المحادثات يعكس إدراك الطرفين لأهمية الموارد كأداة استراتيجية. فإسرائيل تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة القريبة والآمنة، بينما يسعى الأكراد إلى كسر العزلة الاقتصادية عبر تصدير النفط مباشرة، متجاوزين العراق ودمشق. نجاح هذا التعاون قد يوفر تمويلًا مستدامًا للمشروع الكردي، لكنه قد يفتح جبهات خلاف مع بغداد وأنقرة على حد سواء.

أمنيًا–استراتيجيًا، يمثل التعاون مع إسرائيل فرصة للأكراد، وخاصة قسد، لتعزيز قدراتهم الاستخباراتية والتكنولوجية، بما في ذلك المراقبة الجوية والطائرات المسيّرة. لكن تموضع إسرائيلي في هذه الجغرافيا الحساسة قد يُنظر إليه في أنقرة وطهران كتهديد مباشر لأمنهما القومي، ما قد يسرع من سباق النفوذ في شمال سوريا والعراق.

ان اللقاء الامني ، ترجم مباشرة تصعيد من القوات الحكومية بدمشق على محور حلب بدفع من تركيا التي اعتبرت اللقاء اربيل بمثابة انقلاب ناعم من قسد و اسرائيل على اغلقا ملف القضية الكردية الذي تم في تركيا، فهل ستعود الامنطقة مسرحا لمعركة جديدة مع قوات قسد ؟ وهل ستتحرك داعش من جديد؟

مقالات ذات صلة