الرئيسية » هل تستهدف أمريكا المليشيات الإيرانية في سوريا؟

هل تستهدف أمريكا المليشيات الإيرانية في سوريا؟

بواسطة osama

اقتصادي- الشرق نيوز

فرضت الحرب على غزة والتي أتمت شهرها الأول واقعاً ميدانياً جديداً على المنطقة, فعلى الرغم من التأكيدات المتتالية من المسؤوليين الأمريكيين والإيرانيين بعدم التصعيد وتغيير قواعد الإشتباك, إلا أن مؤشرات أخرى توحي بأن المنطقة قادمة على انفجار قد يقع في أي لحظة، وإن كان السبب هو مايحدث في قطاع غزة إلا أنه ليس شرطاً أن تكون هي  الساحة لتوسيع هذه  المعارك، إذ من الواضح أن المنطقة تعوم على صفيح ساخن وأن ساحة الصراع الجديدة قد تتحدد مع مرورالوقت.

لعل أبرز تلك المؤشرات هي الحشود الأمريكية في المتوسط والخليج العربي ووصول حاملتي الطائرات /يو أس أس جيرالد فورد , و يو أس أس ايزنهاور/ وعشرات القطع البحرية مع أطقمها إضافة للغواصة النووية أوهايو, كل ذلك يشير إلى أن الأمر يتعدى مايحدث في فلسطين وهدفه المنطقة ككل، وأن الولايات المتحدة تعيد رسم وتشكيل حدود وقواعد الإشتباك بعد سماحها بتمدد القوى الدولية والإقليمية وأهمها روسيا و إيران التي استفادت من توقيعها الإتفاق النووي مع إدارة أوباما في فترة سابقة.

أبرز مسارح هذا التمدد هي الجغرافيا السورية والعراقية على اعتبارها الساحات الرخوة لجميع المتصارعين, والتي تحولت إلى صندوق بريد بين إيران ومليشياتها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى .

إذ استغلت المليشيات الإيرانية مايحدث في غزة وصعدت أستهدفها للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا عدة مرات خلال الأيام السابقة, حيث أعلن الجنرال بات رايدر المتحدث باسم البنتاغون أن 45 جندياً أمريكياً أصيبوا إصابات مختلفة ب 38 هجوماً بصواريخ وطائرات مسيرة شنتها عناصر تابعة لمليشيات مدعومة من إيران, كان آخرها استهداف قاعدة حقل العمر شرق دير الزور في سوريا وقاعدة الحرير الأمريكية في العراق بطائرتين مسيرتين, مما دعا البنتاغون للإعتراف بتلك الإستهدافات والرد عليها, قال وزير الدفاع الأمريكي لويد جونسون اليوم الخميس أن البنتاغون استهدف بضربات نفذتها مقاتلتان من طراز إف 15 موقعاً للحرس الثوري الإيراني شرق سوريا وأدى لمقتل عناصر داخل الموقع , ويأتي ذلك رداً على هجمات شنتها المليشيات التابعة للحرس الثوري على مواقع إيرانية في سوريا والعراق في وقت سابق , هذا التصعيد وإن كان ضمن القواعد المنضبطة التي سار عليها الصراع خلال السنوات السابقة، إلاّ أن فرصة التصعيد لاتزال قائمة بل وهي في إزدياد وذلك في معزل عما يحدث على الأراض الفلسطينية.

نستطيع القول أن صراعاً جانبياً قد ينشأ في أي لحظة في سوريا، خاصة أن تقارير سابقة تحدثت قبيل التصعيد الحالي عن مشروع أمريكي لقطع الحدود العراقية السورية وحرمان المليشيات الإيرانية من الطريق البري الذي يربط العراق بسوريا وصولاً إلى موانئ سوريا ولبنان، وهو تصعيد إن حدث فسوف يؤدي إلى تغيرات في ملامح حل ملفات الشرق الأوسط .

ماهي المؤشرات التي تدل على حدوث مثل هذا التصعيد ؟

في ظل التغطية الإعلامية والإهتمام المتزايد والتغطية الشاملة للعمليات العسكرية في غزة، تواردت أنباء عن اجتماعات متتالية بين ضباط أمريكان وألمان وإسرائيليين في الشرق الأوسط،  واجتماعات أخرى أمريكية  تركية كان لهيئة تحرير الشام حضور فيها, ترجمت بعض هذه الاجتماعات على خريطة توزع لقوى وفصائل الجيش الوطني بإعلان بعض الفصائل ، كانت حتى بوقت قريب متصارعة فيما بينها ، عن توحدها تحت ماسمي القوة الموحدة وهي فصائل / الجبهة الشامية , فرقة المعتصم , تجمع الشهباء/ ، والتي بدأ الحديث عن تغير سياسة القبول الامريكية تجاه الفصائل المعارضة .

كما تزايد الحديث عن إعادة إحياء غرفة الموم/ الموك ” ربما بشكل اخر”، فمنذ ثلاثة أشهر سابقة ونتيجة تصاعد عمليات تهريب الكبتاغون والأسلحة من الجنوب السوري إلى الأراضي الأردنية، الأمر الذي عزز فرضية تجميع عناصر المعارضة السابقة في الجنوب السوري، وخاصة مع استمرار الاحتجاجات السويداء وتصاعدها ، مما عزز فرضية اعادة تفعيل  غرفة الموم  لتعود الى نشاطها السابقة بتشكيل قوة عسكرية بالجنوب.

فحسب ما ذكرت بعض المصادر أن ما يتم التجهيز له هو نطاق حماية يمتد على شكل قوس من القنيطرة جنوب سوريا وصولاً إلى الشدادي شمال شرق سوريا برعاية وإشراف أمريكي,الهدف الأساس منه منع تحرك المليشيات الإيرانية جنوباً وشل قدرتها على استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة من جهة, وكذلك منع وصول هذه المليشيات إلى الجنوب السوري وافتعال مايمكنه التسبب بزيادة التصعيد وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة، وبذات الوقت حماية الأمن القومي للأردن ودول الخليج بتشكيل منطقة عازلة.

كما أن استهداف قاعدة الشدادي وعين الأسد بالعراق بصواريخ دقيقة زاد من احتمالية تشكيل هذه القوة، فهي تقوم باغلاق الطريق امام المليشيات الإيرانية بالعراق التي تستخدم الجغرافيا السورية طريقاً لدعم مليشيات حزب الله او قتح جبهة الجولان ,وتحييد مستودعات الأسلحة في مناطق ريف حمص ودمشق.

يحاول نظام الأسد التشويش على ما يحصل بأن هناك مشروع إسرائيلي في المنطقة، من خلال التعاون بين المعارضة السورية والتحالف الدولي وإسرائيل, وبالتالي تهيئة حاضنته لاجل توجيه ضربة استباقية  وحتة دخول بحربة جديدة مع المعارضة ،  على اعتبار ان هذه الحرب تاتي كنوع من وقف التصعيد في غزة ودعماً للمقاومة هناك .

إيران من جهتها،  أرسلت يوم الثلاثاء 7 نوفمبر تشرين الثاني, 12 ضابطاً رفيع المتسوى من الحرس الثوري لإعادة تقييم المخاطرالمحيطة بالقواعدها العسكرية في مناطق دير الزور ورسم خطط الدعم العسكري واللوجستي حسب المتغيرات التي قد تطرأ في أي لحظة على قواعد الاشتباك في المنطقة.

لبيقى السؤال، هل سياسة بايدن ستمضي بهذا الممشروع، اما انها ورقة للضغط على حكومة النظام السوري و الايراني للبقاء على الحياد بغزة و تقديم تنازلات بملفات اخرى تهتم بها امريكا.

مقالات ذات صلة