في حوار حصري مع د. حامد الصراف الخبير في الشؤون الدولية والإقتصادية حول مصير إعمار سوريا من جديد مع فرص استثمار ضخمة لدول الخليج في إعادة إعمار سوريا بقطاعات البنية التحتية والطاقة ، و تعاون اقتصادي مرتقب يعزز العلاقات التجارية والتبادل بين سوريا ودول الخليج ، في ظل تحديات استثمارية تحتاج إلى استقرار سياسي وتشريعات محدثة لتحفيز الاستثمارات الأجنبية ، ومع استعادة الاستقرار النسبي، عادت دول الخليج إلى الاهتمام بالسوق السوري، حيث تسعى للمساهمة في مشروعات إعادة الإعمار والبناء، إضافة إلى سوق الاستثمارات .
– كيف تري مسألة إعمار سوريا بعد الإحداث الأخيرة ؟
الحقيقة إن هذا الموضوع من أهم المواضيع الهامة بالإخص بعد الإحداث والتغيرات الاخيرة التي حدثت في سوريا بعد إسقاط بشار الإسد ،وهناك لغط كبير حول الطابع السياسي داخل سوريا إما إن يكون ” تعددي أم فيدرالي أم ديمقراطي ” أو غير ذلك ، ومعطيات مختلفة تترتبط بالشعب السوري في ظل الإحداث التي حدثت مؤخرا داخل المجتمع السوري بمختلف طوائفة السياسية والمجتمعية ، فلذلك تجد إعمار سوريا من أهم الإمور داخل سوريا الآن .
……………………………………………………………
– ما هو دور الخليج في دعم إعمار سوريا ؟
الدول العربية الخليجية لديها دور كبير في إعادة إعمار سوريا من جديد ، بالذات علي جامعة العربية إن تساند سوريا في هذا الموقف الحاسم من فكرة إعمار سوريا من جديد ، من خلال دعوات من الجامعة العربية تحس فيها كل الدول بالمساندة لسوريا في إعمارها من جديد ، في ظل الفرص الاستثمارية الكبيرة في سوريا، وفي الوقت الذي أصبح فيه الباب مفتوح للاستثمار في جميع المرافق الحيوية من مطارات وموانئ وسكك حديدية؛ لأن جميعها إما متوقفة أو مترهلة أو قديمة، وتحتاج إلى عمل استثماري ضخم وسريع لإنعاش هذه المرافق وانطلاقها بالعمل من جديد للنهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي الذي سيعود على الشعب .
…………………………………………………………….
– كما تتكلف فكرة إعمار سوريا ..؟
تُقدّر تكلفة إعادة الإعمار في سوريا بنحو 300 مليار دولار، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية ضخمة في مختلف القطاعات ، هذه المشروعات تشمل إعادة بناء البنية التحتية من طرق وجسور وموانئ ومطارات، إضافة إلى إعادة تأهيل الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والصحة والتعليم
…………………………..
– ما هي أبرز الدول العربية والخليجية التي تساعد علي فكرة إعمار سوريا ؟ أن دول الخليج، خاصةً قطر والإمارات والسعودية، أبدت اهتماماً كبيراً بالمشاركة في هذه المشروعات ، إلى أن قطر، على سبيل المثال، أعلنت عن اهتمامها بالاستثمار في قطاعات الطاقة والنفط والطيران والبنية التحتية ، في حين أن الاستثمار في هذا القطاع يمكن أن يشمل تطوير محطات توليد الكهرباء، واستغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، لافتاً إلى أن دول الخليج، بما لديها من خبرة في قطاع الطاقة، يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال.
……………………………..
– ما هي أبزر الإشياء التي تمتلكها سوريا في العالم؟
تملك سوريا قائمة من الصناعات التي كانت قبل الأزمة الحالية مصدراً أساسياً لإيراداتها العامة مثل الأثاث والحديد والسيراميك والمنتجات الغذائية، وإعادة تشغيلها وتطويرها سيمثلان فرصة مهمة لدعم اقتصاد الدولة ، في الوقت الذي يعتبر أن التكنولوجيا تمثل أيضاً أحد أهم القطاعات الواعدة في سوريا، موضحاً أنه مع التحول الرقمي المتزايد، هناك فرص كبيرة للاستثمار في تطوير البرمجيات، والحلول الرقمية، والتجارة الإلكترونية، وهو ما كان غائباً عن الدولة العربية خلال السنوات الطويلة الماضية، بفعل ترهل الدولة.
…………………………………………………..
– هل هناك تحديات استثمارية ؟
هناك بالفعل العديد بالتحديات الاستثمارية التي تحتاج إلى استقرار سياسي وتشريعات محدثة لتحفيز الاستثمارات الأجنبية ، مع دخول سوريا مرحلة جديدة من التعافي بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، تبرز فرص كبيرة للاستثمار والتجارة، خاصة مع دول الخليج العربي التي أبدت اهتماماً متزايداً بالمشاركة في إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري ، فلذلك هناك حاجة مُلحة لإعادة الإعمار في قطاعات متعددة مثل البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، والصناعات التحويلية، “وهذا يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة يمكن أن تعود بفوائد كبيرة على دول الخليج .
……………………………………………………………
– هل تتوقع إن يكون هناك علاقات اقتصادية بين سوريا دول الخليج العربي ؟
العلاقات الاقتصادية بين سوريا ودول الخليج لديها فرص كبيرة للتطور، إذا تم العمل على تذليل العقبات وتعزيز التعاون، ويمكن أن تصبح سوريا شريكاً استراتيجياً لدول الخليج في العديد من المجالات .