تعهد الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين بتقديم نحو 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) من المساعدات إلى سوريا، في سياق جهوده الرامية إلى إعادة إعمار البلد بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال مؤتمر المانحين في بروكسل إن “السوريين بحاجة إلى مزيد من الدعم، سواء إذا كانوا مازالوا في الخارج أو قرّروا العودة إلى ديارهم. لذا، نزيد اليوم في الاتحاد الأوروبي تعهداتنا إزاء السوريين في البلد والمنطقة إلى نحو 2.5 مليار يورو لعامي 2025 و2026”.
وتعهدت رئيسة المفوضية بمواصلة العمل على رفع العقوبات عن سوريا،ودعت إلى “دعم المجتمع المدني السوري”، مشيرةً إلى أن المفوضية الأوروبية تعتزم هذا العام تنظيم مؤتمر في دمشق بشأن تطوير المجتمع المدني.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيخفف العقوبات على القطاع المصرفي السوري، وأنه من المهم إتاحة وصول السوريين للنظام المصرفي.
وتشارك الحكومة السورية المؤقتة في مؤتمر سنوي لجمع تعهدات بالمساعدات لسوريا من المرجح أن تشهد خلاله خفضا للمساعدات في ظل ما تواجهه من مشكلات إنسانية وأمنية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ويستضيف الاتحاد الأوروبي المؤتمر في بروكسل منذ عام 2017، لكنه كان ينعقد بدون مشاركة حكومة الأسد، الذي تم تجنبه بسبب نهجه خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011، وفق رويترز.
ومع ذلك، فمن المتوقع أن تكون التعهدات المقدمة في اجتماع بروكسل هذا العام أقل من الأعوام السابقة.
وبعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر كانون الأول، يأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي في استخدام المؤتمر كبداية جديدة، على الرغم من
المخاوف بشأن أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط قتلى هذا الشهر في مواجهة بين الحكام الإسلاميين الجدد ومتمردين موالين للأسد.
الاحتياجات والتحديات
وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي “هذا وقت احتياجات ماسة وتحديات بالنسبة لسوريا كما يتضح بشكل مأساوي من موجة العنف الأخيرة في المناطق الساحلية”.
لكنها قالت إنه أيضا “وقت للأمل”، مشيرة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 10 مارس/ آذار لدمج قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة وتسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا، في مؤسسات الدولة الجديدة.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات حجة لحبيب اليوم الاثنين قبيل المؤتمر إن من المتوقع أن يكون إجمالي عدد التعهدات أقل من الأعوام السابقة بسبب خفض الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية والتنموية.
وأضافت “الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الشعب السوري ومستعد للمشاركة في تعافي سوريا، لكننا لا نستطيع سد الفجوة التي تركها الآخرون”.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن إن أعمال العنف التي اندلعت هذا الشهر على الساحل السوري ربما أثرت على تعهدات الدول المانحة، لكن الصراعات العالمية الأخرى وخفض المساعدات الأميركية لهما الأثر الأكبر.
وقال بيدرسن لرويترز اليوم الاثنين “ما يحدث داخل سوريا له تأثير، ولكن لنكن صادقين، فحتى بدون هذه الأحداث، سيكون التمويل أقل مما كان عليه في السنوات السابقة”.
وأضاف “لماذا؟ بالطبع لأن سوريا، كما تعلمون، تتزاحم مع (صراعات) في مناطق أخرى”، في إشارة إلى الحروب في السودان وغزة وأوكرانيا.
ومن المتوقع أن يشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في المؤتمر، إلى جانب العشرات من الوزراء الأوروبيين والعرب وممثلي المنظمات الدولية.
ويقول مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن المؤتمر مهم بشكل خاص لأن الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب تقوم بتخفيضات هائلة في برامج المساعدات الإنسانية والتنموية.
تعهدات العام الماضي
وأسفر مؤتمر العام الماضي عن تعهدات بتقديم 7.5 مليار يورو (8.1 مليار دولار) في شكل منح وقروض، مع تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 2.12 مليار يورو في عامي 2024 و2025.
ووفقا للاتحاد الأوروبي، يحتاج نحو 16.5 مليون شخص في سوريا إلى مساعدات إنسانية، منهم 12.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية.
وتفاقم الدمار الناجم عن الحرب بسبب الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض قيمة الليرة السورية ودفعت كل السكان تقريبا إلى ما دون خط الفقر.
وقال بيدرسن “في حين تتزايد الاحتياجات، يتناقص الدعم. وإنه لأمر مأساوي بالطبع، لأننا نعلم أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون
حاسمة”.