اثار استهداف القوات الإسرائيلية لمواقع قيل عنها عسكرية استغراب البعض كونها جاءت بعد اسقاط نظام الأسد والدعوة لحل الجيش السوري التي تعني ضمناً التخلي عن عقيدته بانتظار ما سوف ينتج عنها من شكل جديد للجيش ولعقيدته ، وهو ما سوف تنتجه الأيام القادمة ، حتى نتمكن على الأقل من التنبئ الى أي مدى سيستمر القصف بضوء التصريحات المتواترة عن القيادة الإسرائيلية لأسباب القصف.
القصف الإسرائيلي
بتاريخ 9 ديسمبر 2024 شنّ طيران حربي إسرائيلي من طراز F16 عدة غارات جوية بصواريخ جو – أرض موجهة من طراز دليليه Delila”” استهدفت من خلالها عدة مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري السابق، ضمن استراتيجية عسكرية بدئها جيش الدفاع الإسرائيلي في سورية، والتي تقوم على الاستمرار بتدمير كافة ألوية وكتائب جيش النظام السابق بطريقة ممنهجة، بدأً من استهداف مباشر لكافة منظومات الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة والصواريخ إلى مرافق إنتاج أسلحة، بالإضافة إلى مواقع الأسلحة الكيميائية، خشيتاً من أن تقع بين أيدي قوات المعارضة السورية المسلحة واستخدامها ضد إسرائيل.
النقاط المستهدفة:
مقر إدارة الحرب الالكترونية بريف دمشق
طال الاستهداف الإسرائيلي عدة أقسام في إدارة الحرب الالكترونية، أبرز تلك الأقسام:
- غرفة الرادارات: وهي تحوي على أجهزت اتصالات وشبكة خاصة بالاتصالات صينية الصنع، وهي تقوم بمهام تعتبر أساسية في رصد وتتبع الأهداف العسكرية بدقة عالية.
- غرفة أنظمة الاعتراض الإلكتروني: تحوي على أجهزة عسكرية الكترونية صينة الصنع، تُستخدم لمواجهة التهديدات الإلكترونية وتحييدها.
- غرفة أنظمة التشفير والحماية: مهمتها تُوفر حماية للبيانات والمعلومات الحساسة من التجسس والاختراق.
- غرفة التكنولوجيا اللاسلكية المتقدمة: مهمتها دعم الاتصالات العسكرية ذات السرعة والأمان العالي، تعمل ضمن شبكة اتصالات واسعة كورية الصنع (كوريا الشمالية)، تربط قيادة الأركان العامة السورية وهيئة العمليات العسكرية السورية مع قادة الفرق والالوية.
- غرفة جهاز مركزي للتجسس: تحتوي على أجهزة كورية الصنع (كوريا الشمالية)، مهمتها التجسس على شبكة الانترنت وشبكة الاتصالات الخلوية.
وقد أدى الاستهداف الى تدمير كامل لكافة منظومات وشبكات الاتصال داخل إدارة الحرب الكترونية.
مركز البحوث العلمية (معهد 2000) بدمشق
طال الاستهداف معهد 2000 أدى تدمير كافة المخابر الكيماوية بشكل كامل، التي يتم من خلالها تطوير المواد الكيماوية تمهيداً لحقنها برؤوس الصواريخ ضمن برنامج كيماوي.
علماً بان جميع المخابر الكيماوية داخل معهد 2000 تم تطويرها مع مطلع عام 2023 وإحداث مخابر جديدة، تم تجهيزها بمباخر وأجهزة تقنية متطورة، لها القدرة على تصنيع أغلب المواد الأولية الكيماوية، وتطوير المواد الكيماوية التي تدخل في تركيب وتطوير السلائف والعوامل الكيماوية، وتخزين العوامل التي تدخل في إنتاج غازات الأعصاب شديدة الخطورة، منها غاز”Vx”، بإشراف خبراء كوريين شماليين وإيرانيين، وتأتي تلك الخطوة في إطار تنفيذ برنامج كيماوي جديد اعتمدته إيران في منتصف نوفمبر 2023، بإشراف خبراء إيرانيين، وخبراء سوريين، وخبراء كوريين شماليين
مطار عقربا العسكري (مطار الست) بريف دمشق
طال الاستهداف مطار عقربا العسكري مما أدى إلى تدمير عدد من مروحيات عسكرية قتالية روسية الصنع، منها طائرات مقاتلة من طراز “Su-35” وقاذفات “Su-34″ وقاذفات الخطوط الأماميةSu-24” “، ومنظومة دفاع جوي روسية الصنع، من طراز بانستير s1
مستودعات شنشار480 بريف حمص
طال الاستهداف مستودعات أسلحة وصواريخ خاصة بالحرس الثوري وحزب الله اللبناني في منطقة شنشار بريف حمص.
تحوي المستودعات على مخازن منها تحت الأرض بعمق 15 م، ومخازن على سطح الأرض.
تضم المخازن على مخزون ضخم من الأسلحة الإيرانية والتي يتم استقدمها من إيران عبر جسر جوي يربط بين مطار بندر عباس في إيران، وعدة مطارات بريف حمص (مطار الشعيرات ومطار الضبعة)، لتخزينها داخل المستودعات تمهيداً لنقلها إلى الاراض اللبنانية لدعم حزب الله اللبناني.
تحوي المستودعات التي تم تدميرها على:
- مسيرات غير مجهزة من طراز “شاهد 191” (طائرات استطلاع ومراقبة، قادرة على تنفيذ غارات جوية وحمل ذخائر موجهة ودقيقة).
- مسيرات غير مجهزة من طراز “كرار” (يمكن تزويد هذه النوع من المسيرات بصواريخ جو – جو).
- مسيرات غير مجهزات من طراز “شاهد 171″، 161
- صواريخ من نوع “قادر” (صواريخ متوسطة المدى يمكنها حمل رؤوس تقليدية أو نووية).
- صواريخ من نوع “كروز” (صواريخ مطورة تعمل بتقنية الذكاء الصناعي، يتراوح مدها بين 300 و1000 كغ).
- صواريخ قصيرة المدى من طراز فاتح 110 Fateh 110″”، (صواريخ يبلغ مداها 250- 300 كم، وتحمل رؤوس حربية يصل وزنه إلى 500 كغ، وهي صواريخ موجه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS.
- صواريخ خرمشهر “1” و”2″، (صواريخ تعمل بالوقود السائل ويبلغ مداهم 2000 كيلو متر، يحتوي هذا النوع من الصواريخ على رأس المدمر الموجه” (MIRV) وهي حمولة صاروخية تحتوي على العديد من الرؤوس الحربية، كل منها قادر على أن يستهدف هدفًا مختلفاً).
- صواريخ “صياد4B” (تُستخدم في منظومة الدفاع الجوي باور 373).
- صواريخ ذكية خاصة بطائرات “شاهد 136” المسيرة.
- صواريخ من نوع “سديد 345” (تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكن إطلاقها من الطائرات المسيرة).
- صواريخ محمولة على الكتف من نوع “ميثاق1″ و”ميثاق2” (صواريخ تعمل بالأشعة تحت الحمراء).
- صواريخ “مجيد” الحرارية (صواريخ جو- جو خاصة بالطيران المسير).
- صناديق تحوي على قنبلة “آرمان” وصواريخ “سينا” المضاد للأفراد والأهداف المتحركة.
مطار الضبعة العسكري ريف حمص
طال الاستهداف الإسرائيلي مطار الضبعة العسكري بريف حمص، يحتوي المطار على مستودعات ومخازن أدى إلى تدميرها شبه كامل، وأقسام خاصة في صناعة وتجميع الطيران المسير الإيراني بإشراف خبراء تابعة للوحدة 340 لواء القدس، وخبراء بحزب الله اللبناني، مختصين في صيانة الطيران المسير بالوحدة 127 التابعة لحزب الله اللبناني، استخدم المطار لإعداد دورات تدريبية
تدريبية فنية خاصة في صيانة وتجهيز الطيران المسير الإيراني من طراز “شاهد 136، شاهد 129، عرش 2 الانتحارية، ومهاجر 6” كونه أصبح مركز أبحاث وتطوير للمسيرات الإيرانية، ومركز خاص لتجهيزه وصيانتها.
كما يحتوي المطار على قسم خاص لتصنيع المحركات التوربينية تم إحداثه داخل مطار الضبعة العسكري في نهاية مايو 2024، بإشراف خبراء إيرانيين وخبراء كوريين شماليين، بعد ان تم تجهيز بكل التجهيزات التكنولوجية.
تحتوي مخازن المطار التي تم تدميرها على:
- مسيرات غير مجهزة من طراز Shahed-171، ومن طراز Shahed-181، Shahed-191، Shahed-161.
- قنابل “جمرات” (قنابل موجهة انزلاقية ذكية تطلق من الجو، مزودة بباحث كهروبصري في مقدمة رأسها، خاصة بالطائرات المسيرة).
- صواريخ من طراز “حيدر-1″ و”سديد 345” (صواريخ يمكن إطلاقها من الطائرات المسيرة).
- صواريخ “شفق” (صواريخ موجهة مضاد للدروع، حرارية ليزرية، خاصة بالطيران المسير).
- أجهزة استشعار.
- انظمة الملاحة GPS التي تم تطويرها
- أنظمة بث مباشر بتقنية عالية مرتبط بالأقمار الصناعية.
- كمرات ذات دقة عالية تستخدم للبث المباشر.
- أجهزة اتصال رقمية خاصة بالطيران المسير.
مركز البحوث العلمية في مصياف في ريف حماة
طال الاستهداف الإسرائيلي مركز البحوث العلمية في مصياف أدى إلى تدمير عدة أقسام ومخازن داخل مركز البحوث، من تلك الأقسام:
- قسم 111: يحتوي على مخابر خاصة لتطوير المواد الكيماوية وخصوصاً مادة ثيونيل كلوريد المستخدمة في انتاج الأسلحة الكيماوية، بالإضافة إلى تطوير الغازات السامة من غاز الكلورين والسارين، ومادة توكسينات (مادة كيميائية سامة تنتجها الكائنات الحية، يمكن اعتبراها سلاحاً كيماوياً وبيولوجياً، يُحظر تطوير أو إنتاج أو تخزين التوكسينات لأغراض الحرب وفقاً لكل من اتفاقية الأسلحة الكيميائية واتفاقية الأسلحة البيولوجية).
- قسم صناعة الصواريخ وتطويرها لتصبح ذات دقة عالية وتزويدها برؤوس ذكية وأجهزة GPS لتصبح ذات دقة عالية في الإصابة.
مصنع الخاص في انتاج مسحوق الألومنيوم داخل مركز البحوث العلمية بمصياف
طال الاستهداف مصنع انتاج مسحوق الالومنيوم الذي تم إحداثه داخل مركز البحوث العلمية بمصياففي بداية أكتوبر 2023، بناء على أوامر صادرة في نهاية شهر سبتمبر 2023 عن الجنرال علي أكبر أحمديان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كونه المسؤول الأمني الأول في إيران والذي يشرف على قضايا الحرب والأعمال العسكرية، داخل الفرع 350 (المتخصص في إنتاج الصواريخ)، والتابع لمعهد 4000 في مركز البحوث العلمية بمصياف، لإنتاج مسحوق الألومنيوم، الذي يستخلص من البوكسايت، ويعد مكونا رئيسياً في صناعة وسائل الدفع التي تعمل بالوقود الصلب لإطلاق الصواريخ، لاستخدامه في برنامجها الصاروخي في سورية،
الأقسام المستهدف في المصنع
- قسم خاص بعمليات المزج وهو تحت الارض بسبب خطورة عملية المزج، وقد تم تجهيز جدران هذا القسم بخرسانية سميكة، لشدة خطورة عملية المزج، وهو مجهز بجهاز خلط ضخم، ويعد هذا الجهاز واحدا من أكبر أجهزة الخلط، ويتضمن الجهاز شفرات عديدة تدور بسرعة تتراوح بين 500 و1000 دورة في الدقيقة من دون أن تلامس جوانب الوعاء لتلافي خطر الاشتعال. ويخلط هذا الجهاز في كل مرة ما لا يقل عن 12 طنا من الوقود الدافع.
- قسم المخابر، (قسم الخاص بالعمليات الكيماوية)، وبعد عمليات الخلط، ينقل الوقود إلى قسم المخابر، ليخضع الوقود لعمليات كيميائية إضافية حتى يأخذ شكل بنية الصاروخ.
- قسم التخزين، يتم نقل الوقود الصلب إلى قسم التخزين ليخضع للفحوصات بحثا عن عيوب، ويختزن لمدة شهر حتى تستقر الروابط بين الوقود والغلاف. وبإضافة نظام الإشعال، يصبح الصاروخ جاهزا للانطلاق. للعلم عند هذه المرحلة، يعد الوقود آمنا. لكن يحظر حمل الهواتف المحمولة.
ورغم كل هذه المواقع المستهدفة لازال بنك الأهداف الإسرائيلي وفق التصريحات الصادرة من قادته يزداد على اعتبار ان هناك مواقع لا يمكن ان تطولها الاستهداف العسكري عبر القصف الجوي، وانما تحتاج الى قوات أرضية.
فما مصير هذه الأسلحة وخاصة انه لا يوجد حكومة سورية منتخبة تقرر مصيرها بعد.